أخبار

ما لاترويه المدن حكايا من جدران الخوف

رواية ما لا ترويه المدينة للأديب تحسين علي كريدي

حيدر الحجاج| العراق
الحكايات التي تنام على جرف ذلك النهر وهو يناجي شغف تلك العاشقة المنسية وهو يرتل وجع المدن عند كل صلاة يؤذن لها …المدن التي تلوكها عند كل حين أسرار الحروب وثكناتها التي تطحن أحلامنا دون هوادة تذكر . تلك الحكايات التي تناثرت كوابل من الرصاص في شوارع المدن لتحجب العديد من طلاسم العاشقين تحت ارث جلاد السلطة وسياطه التي تعلو بنياشين الغربة او الموت إذ لا مفترق ثالث…الحكايات التي مسها جبين الخوف حيث الجدران التي تشكل هلعا هلاميا مضافا لاتعرفه إلا تلك الأجساد التي أكلتها السجون بعذاباتها التي نقشت كوشم على جدرانها السوداء. عن دار السرد صدر مؤخرا للروائي العراقي تحسين علي كريدي روايته الخامسة ( ما لاترويه المدينة ) والتي شكلت بتمازجها لثنائية الحب والحرب . ذلك الحب الذي كان عابرا لايدلوجية الطوائف وبأسلوبه المرن وصياغته التي تفوح بعذوبتها كان كريدي يوغل في مراثي الفقد والوجع ذلك الفقد الذي كونته اغبرة المعارك التي لا طائل منها بتداعياتها الموغلة في ترانيم هالة الوجع الإنساني ليشكل بذلك كريدي مرموزاته السردية وفق قالب متجانس ليضيف للرواية العراقية والعربية حكايات ومرويات لها واقعيتها التي نقشت بأسلوبيتها نزاعات المدن المنسية والتي شابها ركام الضياع والفقد . لقد اجترح كريدي منصات وجعه وغربته التي غلفها بنياشين المرارة ليتحدث بأسلوبه الشيق الممتع في فناء السرد العراقي لروايته التي استنطقت بوابات المدن ليكتب على جدران الخوف ما لاترويه المدينة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى