سوالف حريم.. كيف سنلاقي وجه الله؟
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
رأيت على شاشات التلفزة هياكل عظميّة لأطفال يمنيين، أنهكهم الجوع والمرض، بعضهم لا يقوى على البكاء؛ لأن الوهن قد أخذ منه مأخذا.
وكل هذه الجرائم المستمرة منذ ما يزيد على خمس سنوات بحق الشعب اليمني تحت ما يسمى”التحالف العربي” بقيادة السعودية، لا مبرر لها، اللهم إلا خدمة أمريكا واسرائيل! وهذا ما يوحد عرب القرن الحادي والعشرين والربع الأخير من القرن العشرين، فلم تتحالف دول عربيّة منذ حرب اكتوبر 1973 إلا لمحاربة بعضها البعض، فقد تحالفوا لاحتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد شعبه، وتحالفوا لتدمير ليبيا، العراق، سوريا واليمن. وتحالفت دول عربان البترول لتمويل سد النهضة في اثيوبيا لقطع مياه النيل عن مصر. وتحالفوا مع إسرائيل لمحاربة سوريا، لبنان وإيران! وتناسوا أن هناك أراضٍ عربية محتلة، بل إنهم يموّلون استمرار احتلالها من خلال الدفع المالي السخي.
وعودة إلى اليمن وشعبه الأبيّ الفقير، فالتقارير الأممية تفيد بأن خمسة ملايين يمني مهددون بالموت جوعا، إذا لم تقدّم لهم مساعدات غذائية عاجلة، وأن مئات الآلاف من اليمنيين باتوا يأكلون أوراق الأشجار من شدّة الجوع، وأن هناك نقصا حادا في الأدوية وحليب الأطفال، وتطعيماتهم، فهل السكوت عربيا وعالميا على الجرائم التي ترتكب بحق المستضعفين في اليمن بات نهجا سياسيا؟ وهل الرشاوي المالية التي يقدمها عربان البترول لقوى الطغيان والاستكبار العالمي لم تعد كافية، بحيث يقومون بحربهم على اليمن وغيره نيابة عن أسيادهم؟
واضح أنّ السعودية تعلم جيدا الأوضاع اليمنية السيئة، لذا فهي تكرر اعلانها المقيت بوقاحة منقطعة النظير:” إن حرب قوى التحالف العربي في اليمن تسير وفق القانون الدولي!” وأن السعودية قدّمت مساعدات غذائية لليمن بقيمة أحد عشر مليار دولار”.
لكن هذا لن ينفعها، وستكون هذه الحرب لعنة على من أشعلوها، وعلى من يقف وراءهم، كما أنهم سيحترقون بلهيبها.