أهمية التنمية المستدامة للنهوض بالأمم
د . عبد العليم سعد سليمان دسوقي| كلية الزراعة – جامعة سوهاج رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج
abdelalem2011@gmail.com
كان للثورة الصناعية الاخيرة الأثر الأكبر في زيادة الطلب على الطاقة الغير متجددة والمواد الأولية، أدى ذلك إلى تلوث الهواء ممّا أحدث خللاً كبيراً في اختلاف نسب الغازات في الغلاف الجوي وأصبحت الكرة الأرضية مهددةً بارتفاع حرارتها مما يؤدي إلى ذوبان الثلوج في القطبين وبالتالي ارتفاع منسوب البحار والذي يهدد بغمر مساحات واسعة من الأرض، ومن هنا جاء التوجه عبر مؤتمرات واتفاقيات دولية إلى مفهوم التنمية المستدامة وهو مصطلح اقتصادي اجتماعي يعني تطوير وسائل الإنتاج بطرق لا تؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية لضمان استمرار الإنتاج للأجيال القادمة (تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة)، ويشمل مفهوم التنمية المستدامة ما يلي :
(1) معاونة البشرية والدول الأشد فقراً حتى لا يترك لهم خيار تدمير البيئة للمعيشة .
(2) تشجيع التنمية المعتمدة على الذات في حدود قدرات الموارد المتاحة .
(3) تشجيع التنمية التي تحافظ على نوعية البيئة وإنتاجيتها على المدى البعيد .
(4) مراعاة الصحة العامة والتكنولوجيا الملائمة والاكتفاء الذاتي في الغذاء والمسكن الملائم .
(5) تشجيع المبادرات الشعبية لأن الإنسان هو المورد الأول والهدف الأخير للتنمية، وأصبح مفهوم التنمية المستدامة جامعاً يراعى الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المجتمع.
(6) أهداف التنمية المستدامة، سنتطرق على كل هدف على حدا مع تعريف مختصر لكل منها:
(1) القضاء على الفقر.
(2) بذل الجهد على استهداف الفئات الأكثر ضعفا، وزيادة فرص الوصول إلى الموارد والخدمات الأساسية، ودعم المجتمعات المحلية المتضررة من النزاعات والكوارث المرتبطة بالمناخ.
(3) القضاء التام على الجوع
(4) إنهاء جميع أشكال الجوع وسوء التغذية بحلول عام 2030، والتأكد من حصول جميع الناس – وخاصة الأطفال – على الأغذية الكافية والمغذية على مدار السنة. وينطوي ذلك الجهد على تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والتي تشمل دعم صغار المزارعين وتحقيق المساواة في الوصول إلى الأراضي والتكنولوجيا والأسواق.
( أ ) الصحة الجيدة:
إنهاء أوبئة السل والملاريا والإيدز والأمراض السارية الأخرى عن طريق تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتوفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة بأسعار معقولة للجميع. كما يعد دعم البحث والتطوير في مجال اللقاحات جزءا أساسيا من هذه السعي أيضا.
(ب) التعليم الجيد
الهدف أن يكمل جميع البنات والبنين التعليم الابتدائي والثانوي المجاني توفير فرص متساوية للحصول على التدريب المهني وتكون في متناول الجميع، والقضاء على الفوارق في إتاحة التعليم بسبب الجنس أو الثروة، وتحقيق حصول الجميع على تعليم عالي الجودة واستثمار الموارد البشرية في عملية التنمية الاقتصادية وتعزيز النمو المستدام، الاستثمار في العقول والتدريب وفي كافة أوجه الحياة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومساعدة وتوجيه المستثمرين.
(ج) المساواة بين الجنسيين
تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات دون كفالة حقوقا متساوية في الموارد الاقتصادية مثل الأرض والممتلكات للمرأة، أو دون ضمان حصول الجميع على خدمات جيدة للصحة الجنسية والإنجابية. كذلك فإنه على الرغم من وجود عدد أكبر من النساء في المناصب وتعزيز السياسات والتشريعات التي تشجع على تقلد النساء مناصب قيادية.
المياه الصحية والنظافة
ضمان حصول الجميع على مياه الشرب المأمونة وبأسعار مقبولة بحلول عام 2030 زيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وتوفير مرافق الصرف الصحي، وتشجيع النظافة الصحية على جميع المستويات.
(د) طاقة نظيفة
يتطلب ضمان حصول الجميع على الكهرباء بأسعار معقولة وزيادة في الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية. كما يمثل توسيع البنية التحتية ورفع مستوى التكنولوجيا لتوفير الطاقة النظيفة في جميع البلدان النامية هدفا حاسما يمكن أن يشجع النمو ويساعد البيئة.
(هـ) العمل اللائق ونمو الاقتصاد
تشجيع ريادة الأعمال وخلق فرص العمل، واتخاذ التدابير الفعالة للقضاء على العمل الجبري والرق والاتجار بالبشر عوامل حاسمة الأهمية في سبيل تحقيق الهدف العام الساعي إلى تحقيق العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق لجميع النساء والرجال.
(و) الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية
الاستثمارات في الصناعة والبنية التحتية والابتكار عوامل حاسمة الأهمية للنمو الاقتصادي والتنمية. ولأن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون اليوم في المدن، ازدادت أهمية النقل الجماعي، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات وكذلك نمو الصناعات الجديدة على نحو أكثر من أي وقت مضى.
الحد من أوجه عدم المساواة في الدخل
تحسين اجراءات التنظيم والرقابة على الأسواق والمؤسسات المالية، وتشجيع المساعدة الإنمائية والاستثمار الأجنبي المباشر في المناطق الأكثر احتياجاً. كما أن تسهيل الهجرة الآمنة وتنقل الأفراد أمر أساسي لسد الفجوة المتزايدة.
مدن ومجتمعات محلية مستدامة
جعل المدن آمنة ومستدامة ضمان وصول السكان إلى مساكن آمنة وبأسعار معقولة، وتحسين بيئة الأحياء الفقيرة والمستوطنات غير الرسمية، كما يشمل الاستثمار في وسائل النقل العام، وخلق مساحات عامة خضراء، وتحسين نظم التخطيط والإدارة الحضريين لتكون شاملة للكافة وتشاركية.
(ز) الإنتاج والاستهلاك المستدام
رفع كفاءة سلاسل إنتاج وتوريد الغذاء إذا ما خفض المستهلكون ومتاجر التجزئة ناتج المخلفات الغذائية لكل فرد بمقدار النصف على المستوى العالمي، وهو ما يمكن أن يساعد بدوره في تحقيق الأمن الغذائي، وتحويل الاقتصاد نحو أنماط أكثر كفاءة في استخدام الموارد.
(ح ) العمل المناخي
زيادة الوعي للجميع بالمخاطر التي تحيط بكوكب الارض ويجب أن تتواكب كل الجهود لعون المناطق الأكثر عرضة للخطر، مثل البلدان التي لا تمتلك منافذ ساحلية والدول الجزرية، على التكيف مع تغير المناخ مع الجهود الرامية إلى إدماج تدابير الحد من مخاطر الكوارث في الاستراتيجيات الوطنية. ومع توافر الإرادة السياسية ومجموعة واسعة من التدابير التكنولوجية، لا يزال بالإمكان الحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وهذا يتطلب إجراءات جماعية عاجلة من قبل كل دول العالم.
(6) الحياة تحت الماء
إدارة وحماية النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية على نحو مستدام من التلوث، فضلا عن معالجة آثار زيادة حمضية المحيطات. ومن شأن تعزيز الحفاظ على لموارد القائمة على المحيطات وترشيد استخدامها على نحو مستدام من خلال القانون الدولي أن يساعد في تخفيف بعض التحديات التي تواجه محيطاتنا.
الحياة في البر.
حفظ واستعادة استخدام النظم الإيكولوجية الأرضية مثل الغابات والأراضي الرطبة والأراضي الجافة والجبال، كما أن وقف إزالة الغابات أمر حيوي للتخفيف من آثار تغير المناخ. ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من فقدان الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي التي تشكل جزءا من التراث المشترك للبشرية.
(9) السلام والعدل والمؤسسات القوية
الحد بشكل كبير من جميع أشكال العنف، والعمل مع الحكومات والمجتمعات المحلية لإيجاد حلول دائمة للصراع وانعدام الأمن. ويعد تعزيز سيادة القانون وتعزيز حقوق الإنسان أمر أساسي في هذه العملية، يشمل كذلك جهود خفض تدفق الأسلحة غير المشروعة وتعزيز مشاركة البلدان النامية في مؤسسات الحكم العالمية.
(10) الشركات:
تشجيع الاستثمار الأجنبي لتعزيز التعاون بين البلدان، من خلال دعم الخطط الوطنية الرامية لتحقيق جميع الأهداف. ويشكل تعزيز التجارة الدولية ومساعدة البلدان النامية على زيادة صادراتها جزءا من تحقيق نظام تجاري عالمي قائم على قواعد ومنصفة يكون عادلا ومفتوحا ومفيدا الجميع ولخلق فرص عمل كثيرة للشباب.
(11) فوائد الاستدامة:
(1) تسريع الجهود للحفاظ على الجنس البشري ورفاهية الأجيال المستقبلية.
(2) المحافظة على التقدم الإنساني والحضاري الذي تم تحقيقه حتى الآن.
(3) الحد من التدهور البيئي.
(4) التقليل من تأثير تغير المناخ.
(5) المحافظة على التنوع البيولوجي.
(6) تعزيز إعادة توليد الموارد الطبيعية
(7) الحد من جميع أنواع التلوث
(8) التصدي للتحديات الاجتماعية مثل الفقر والأمية.
(9) تسخير الابتكار والإبداع لخدمة الإنسان والطبيعة.
(10) تخفيض التكلفة المالية والاقتصادية طويلة الأجل للتدهور البيئي.
(11) إجبار خبراء السوق وصانعي السياسات على تضمين الأولويات الاجتماعية عند الترويج للقطاع الخاص والشركات.
(12) تغيير دور الشركات إلى أعضاء ملتزمين بيئياً بالمجتمع.
(13) التأكيد على استدامة النمو الاقتصادي.
(14) تعزيز المساواة بين الجنسين، وحقوق العمال وخلق فرص العمل.
(15) تشجيع أنماط صحية للمعيشة والتغذية.
(16) دعم ظهور اقتصاد دائري يعتمد على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
(17) استهداف ممارسات أفضل للسلوك البشري من خلال الاستهلاك الواعي.
(18) إيجاد فرص عمل وأسواق جديدة كإعادة التدوير والطاقة النظيفة.
(19) تقديم ممارسات مسئولة للاستثمار والأعمال التجارية.
(20) استحداث منتجات وخدمات جديدة واعية بالبيئية.