هل تستطيع إلى الوداع سبيلا (1)
عالم الثقافة|السعودية
هذه القصيدة بمناسبة تكريم الدكتور بسيم عبدالعظيم عبدالقادر ـسلمه اللهـ بعد انتهاء إعارته إلى كلية التربية للبنات بالأحساء، ثم كلية الآداب جامعة الملك فيصل، وعودته إلى كلية الآداب جامعة المنوفية بعد أربعة عشر عاما.
محمد بن سالم السالم (أبو عبد الله)
الأحساء ـ المراح -الأربعاء- 13ـ 7ـ 1432هـ – 15ـ 6 ـ2011م
هل تستطيع إلى الوداع سبيلا
أم هل تطيق عن الفراق بديلا
يا فارسا ملأ المجالس ذكره
حتى أضاء مجيئه قنديلا
هذا بسيم حوى المكارم نهجه
قد حاز مجدا شامخا ومهيلا
مذ حل في الأحساء خير معلم
يبني من الجنسين أفضل جيلا
كم كان ينشر في المحافل علمه
يذكي العقول ويلهب التحليلا
يا ابن الكنانة هاك من أرض الحسا
إنتاج فكر جامح ونخيلا
أزجي إليك مع الأثير تحية
قد ضمخت عطرا يفوح أصيلا
وابن العويد قد أشاد بذكركم
شهم أحب مهذبا حلحيلا
إنَّ الرجال إذا تعاظم ودهم
جعلوا الوفاء لمجدهم إكليلا
ماذا عساي أقول عند وداعكم
إلا الدعاء وأنثر التقبيلا
حتى الحمائم من شرفن بعلمكم
هتفت تزف لشخصكم تبجيلا
فاهنأ بسيم على الوفاء ولم نزل
في مصر نلق صبابة وخليلا
تهفو إلى لقياك خير مجالس
كنت الزعيم وما طلبت حصيلا
حتى جبرت على الهيام قلوبنا
وبقيت فيها على الدوام نزيلا
وبذرت للأجيال خير مشاعر
إنَّ الجميل يرى الوجود جميلا
فعليك موفور السلام مودعا
سلك الرجاء إلى اللقاء سبيلا
والشكر موصول لمن حث الخطا
حضر اللقاء وأشعل التهليلا
ـــــــــــــــــــــ
(1) هذه القصيدة التي سطرها بمداد الحب أخي أ. محمد بن عبد الله السالم، قيلت بمناسبة حفل تكريمي الذي دعا إليه وقام عليه أخي الحبيب الشاعر الكبير أ. عبد الله بن ناصر العويد أبو عثمان وناصر، وشاركه فيه أخي الحبيب أبو إبراهيم، الشاعر والناقد المثقف أ. أحمد بن إبراهيم الديولي، وقد دعا إليه أبو عثمان مثقفي الأحساء وأدباءها وشعراءها وأعيانها، فكان حفلا شعبيا راقيا أقيم في منتجع أستاذنا المربي الفاضل الشيخ أبي سمير أ. عبد الله اليوسف، وقد شارك الجميع بأرواحهم وقلوبهم قبل أجسامهم، وكان حفلا بهيجا لن تنساه ذاكرتي ما حييت ولن تنساه ذاكرة الأحساء الثقافية حيث خلده أبو عثمان ابن عويد بتوثيقه في مطبوعات زينت بشعره الراقي في هذه المناسبة، فالشكر موصول لرجالات الأحساء وعلمائها ومؤرخيها وشعرائها ومثقفيها الذين أفاضوا علي من طيب مشاعرهم ما اغرورقت له العين وطرب له القلب وسرت به النفس، فاللهم اجزهم عني خير الجزاء.
وقد زرت الأحساء في فبراير 2019م بعد سبع سنوات ونصف من رحيلي عنها، فوجدت القلوب على محبتها والنفوس على سماحتها، فأحسن أهلها استقبالي وأكرموا وفادتي بدءا من استقبال الشاعر والأديب السوري د. محمد إياد العكاري لي بموقف النقل الجماعي وجولتنا معا بالأحساء لرؤية الطفرة الحضارية التي حظيت بها بعد سفري، وأول ليلة في منزل أبي عبد الله محمد بن عبد الله بودي التي حضرها لفيف من نقاد وأدباء المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا والسودان، فكان سمرا جميلا انتهى بوليمة من الداعي الكريم أبي عبد الله.
وندوة أحمدية المبارك الثقافية التي ألقيت فيها محاضرة عن ذكرياتي مع أدباء الأحساء.
ثم ندوة جمعية الثقافة والفنون بدارة نورة الموسى بالمبرز التي كانت ندوة مشهودة من الأدباء والأديبات على السواء. ثم ندوة خاصة بالنساء في مكتبة أسرة المبارك. علاوة على الجلسات الخاصة مع الزملاء بجامعة الملك فيصل، ولا أنسى استضافة أخي الحبيب أ.د. عمر شحاتة لي بمنزله العامر طيلة أيام إقامتي بالأحساء. فضلا عن الدعوات الخاصة من زملائنا الأحباء على الغداء أو العشاء، فجزى الله الجميع عني خير الجزاء.
……
تعليق الناقد والإعلامي ورئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي، أخي الحبيب أبي عبد الله محمد بن عبد الله بودي:
لا فض فوه…قليل في حقك حبيبنا البسيم كنت بحق فاكهة المجالس الثقافية في الأحساء أعدت ذكر ذاك الراحل الجليل الأديب المحقق د. عبدالفتاح الحلو صاحب كتاب (شعراء هجر) وسرت على طريقته تنشر الحب والأدب وتشجع المواهب من الطالبات في كلية البنات والطلاب في جامعة الملك فيصل وتمد قلمك نقداً وذكراً للشعراء في الأحساء وتساعد في طباعة إنتاجهم كنت أبا علمياً وثقافيا لهم ولدينا في الأحساء لك شبيه وبه نباهي ونتيه إنه ابن قلعة الهفوف الشامخة (ولد ناصر) كما يحب أنْ ينسب نفسه على طريقة الشناقطة أبو الفرقدين والكنيتين أبوعثمان وأبوناصر بدعائه الجميل (بيض الله لطاته وتقبل صيامه وصلاته) الذي يعشق التصغير كأسلوب في عرض مفرداته (رطيبات وتميرات) شاعر الغبار وقصائده (الغباريات) إنه الأديب الحبيب اللبيب عبدالله بن ناصر العويد الذي يمشي في الأحساء شعراً ونثراً وحبا حفظكما الله ومتعكما بالصحة والعافية.
………………………
رد د. نسيم عبد العظيم على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بودي:
بالله ماذا أقول أمام هذا الخضم الزاخر من الحب، والفيض الدافق من العطاء بلا من، والكرم الحاتمي الذي لحقنا في واحتنا المعطاء، وتبعنا في مصر بعد رحيلنا، مصداقا لقول الشاعر:
ونكرم جارنا ما دام فينا
ونتبعه الكرامة حيث كانا
أكرمكم الله أبا عبد الله ونفع بك مملكة الحب والخير والعطاء، وأجرى الخير على يديك للمنطقة الشرقية كلها فضلا عن الأحساء، ومتعك بالصحة والعافية والهناء، كفاء ما تبذل من نفسك ووقتك ومالك في سبيل الارتقاء بالثقافة الجادة والفكر الحر المستنير البناء.
وقد تعدى فضلكم إلى الدول العربية بل قد تجاوزها ليمد جسور الصداقة شرقا مع الصين، وغربا مع الأندلس. فهنيئا للأحساء أنْ أنجبتك لترفع ذكرها في كل ناد.
أما ابن عويد فهو نديمي وأخي وصديقي الصدوق، الذي وسعنا بكرمه وحبه، وعطائه بلا حدود للشعر العربي، ومد جسور الصداقة بينه وبين أدباء المملكة والوطن العربي بمراسلاته النثرية والشعرية، وإخوانياته العويدية. فهنيئا لي وجودي معكم منذ اثنين وعشرين عاما، فقد تعلمت منكم الكثير من القيم النبيلة الراقية، بقدر ما علمت أبنائي وبناتي وأخذت بأيديهن نحو الأدب الجاد والثقافة الهادفة قدر جهدي، كما لو كنت بمصر سواء بسواء، فلا فرق عندي بين مصر والمملكة العربية السعودية، ولا بين المنوفية والأحساء، وقد وجدت ثمار ذلك في الدنيا ذكرا طيبا، وأسأل الله أنْ أجده عند الله في الآخرة، وأنْ يكون خالصا لوجهه الكريم.
دمتم ودامت مودتنا ما نبضت قلوبنا بالحب، وتدفقت في عروقنا دماء الأخوة والمحبة لوجه الله.
والشكر موصول لأخي الحبيب محمد بن عبد الله السالم وأحبتي من شعراء الأحساء وسوريا وفلسطين ومصر الذين ودعوني بقصائدهم التي تنم عن حب خالص، وكذلك الشكر والامتنان لمن أقاموا لي الاحتفالات في وداعي، وأخص بالذكر ابن عويد والديولي على حفلهما الرائع في قرية الشقيق، ومحمد بن عبد الله بودي في حفل نادي المنطقة الشرقية الأدبي بمنزله العامر بالأحساء، وأسرة آل مبارك في احتفاليتهم بمقر الأحدية بمجلس المبارك وأسرة النعيم ممثلة في راعي اثنينية النعيم الثقافية بالأحساء أ. محمد بن صالح النعيم، وكل من قال كلمة طيبة شعرا أو نثرا، جزى الله الجميع عني خير الجزاء.
سأظل أطرب كلما هب الصبا
من نحو أحساء المكارم والعلا
ويشوقني ذكر الأحبة في الحسا
فأحن للماضي الجميل مهللا
يا من تركتم بالمودة بصمة
كنخيل أحساء العلا لن تذبلا
إني أحبكم وأعشق واحة
أصبحت في حبي لكم متبتلا
أخوكم بسيم عبد العظيم – فجر الخميس – ٨ من ربيع الآخر ١٤٤١هـ -٥ من ديسمبر ٢٠١٩م