الحاجة بلانة وشيخ الحارة
د. محمد أبو ناموس | سوريا
قرع جرس باب منزل الحجة بلانة شيخ الحارة بقفطانه من الجوخ الإنجليزي القماش وعمامته بقماشها الناصع الصيني الناصع البياض وحذائه الإيطالي الصنع والمنشاء وعطوره الفرنسية الفواحة وأصابعه المزينة بخواتم من الفضة وقد شذب ذقنه بعناية فائقة عند أمهر الحلاقين ومسبحته ذات التسعة وتسعين حبة من الكهرمان الصيني…رحبت به الحجة أجمل ترحيب.
الحاجة بلانة:- أهلاً وسهلاُ هلت وحلت علينا البركة أنها مفاجئة جميلة يا سيدنا الشيخ.
الشيخ:- رد وهو في غاية السرور وابتسم شاكراً الحاجة بلانة على حفاوة الترحيب والاستقبال وأضاف، أحببت أن أزورك واطمئن عليك وأدردش معك عن قرب بعيدا عن أعين النمامين وأستجلي بعض الأمور لأنني لا أصغي ولا أصدق أصحاب القيل والقال ولا ابني موقفا على أقوالهم لهذا جئتك لسماعك ومعرفة الحقيقة.
الحاجة بلانة؛ خير اللهم اجعله خيرا، عسى أن يكون مقدمك لنا بشارة خير وليس مهمة تقضيها وخدمة تتقاضي مقابلها أجرا ممن يكيدون للفقراء والإيقاع بهم واستغلالهم.
الشيخ؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والسك بنوايا رسل السلام والمحبة، اسمحي لي يا حاجة أن أقول إن ما تقدمت به بداية غير مشجعة.
الحاجة بلانه؛ لا يا مولانا إنها النزاهة الفكريه والأخلاقية وليس الافتراء والنفاق، أنها الشجاعة والجراءة بكل الأحوال تفضل اسأل ماتريد وأعدك أنني سوف أجيب بكل صدق وأمانه لأنني لا أخشى في الحق لو لائم.
الشيخ؛ الله يهدينا ويهديك إلى الصراط المستقيم ويسدد خطانا لما فيه خير المؤمنين وكسب مودة الناس ومحبتهم ولا نبتغي جراء ذلك إلا مرضاة الله وخدمة الوطن.