آنسي لست الوحيدة
هيام عوض | سوريا
يا فلسطين الشهيدة
قاب ذكرى و ارتحال
كنتِ رحماً
كنتِ نظماً
كنتِ عنوانَ القصيدة
حتّى تهنا في الدروب
كلّنا نذوي… ونذوب
حصّةُ التّاريخ فينا
خاصره هشّة بُلينا
يا فلسطين الشهيدة
آنسي.. لست الوحيدة
امددي كلّ البساط
عرّضي الأكفان رحلاً
كلّنا موتا نموتُ
في ارتعاشٍ من تخوت
يافلسطينُ الأخيّة
في بلاد العرب نُشوى
في بلاد العرب نغرق
في بلادِ الياسمينَ
لقمةُ العيشِ بذلٍّ
من آيادٍ في صنوف
تُطعنُ الأحلامُ فينا
نغرسُ الأفاقَ شرّاً
نحصد الأحقاد دينَا
قدسنا
هيا تعالَ ننشد لحن الشهادة
كلنا في ذاتِ جبٍّ
كلنا نُدفع كيوسُف
أخوةٌ منّا وفينا
أحرقوه ياسمينا
مرغوا فينا التراب
أخوةٌ منّا وفينا
أغرقت ربَّ السفينة
كلّنا (منسيُّ) صالح
(هجرةٌ نحو الشَمال)
لو رأى (ادريسُ) هذا
منذ أرداه الجمال
لو بقى لليوم مات
قبحَ دينٍ قبحَ مال
كيف نُحرق… كيف نَغرق؟!
هل يموت الحرف فينا؟!
لا يبالي العالمون!!
كيف أمسى كلُّ بيتٍ
مرتعاً للمفسدينَ
من يهوذا امتدادْ
مشهداً صار مُعادْ
خوفُنا من بعض ندعو
رَفعَ راياتِ البقاءِ
بالأنا يندى إنائي
كيف يا جبرانُ ننجو
من خبايا شرّنا
كم طبعت الحرفَ لوناً
كم رسمت الرّوحَ أُنساً
مرَّ عمرٌ مذ صُدمنا
إذ تشظّينا مرايا
أظهرت قبح المكان
أين منّا يا نُعيمه
مخلباً كان الزمان
يا فلسطينُ الشهيدة
لملمي موتاكِ إنّا
لا أُحاداً لا فُرادة
إنّنا جمعٌ غفير
لا نهوضاً حيثُ نحنُ
وسّعي الأكفان إنّا
نشتري صكَّ الإبادة
يا فلسطين الشهيدة
آنسي لست الوحيدة
آنسي
لست
الوحيدة