تأكد من غيابك حين تغيب
عزيز فهمي | كندا
إن غبت
غِبْ كما يجب للغياب
أن يكون
تهنأ أجراس الكنائس
من خبزك الأسود
يرتاح النبيذ من دمك
تتخلص الصلوات
من غمغمة الشفاه الحائرة
أمام كفر الأفئدة
إن غبت
لا تتكئ على ظل صليب
نخرته الأرضة
ارفع شارة حب للأشعة البنفسجية
وتوسد فكرة
نبتت في رأس نخلة
فالعراجين أدرى بألم الجُمَّار
وهو يهيئ حلاوة التمار
للبطون الجائعة
لا تُتعب شكك بيقين هاتَفكَ به ربٌّ
من سلالة “سامسونغ”
أو من قبيلة “الهواوي”
كل الأشياء توضحت
بهذا الغموض الذي يستولي
على دفاتر الأطفال
على رسوم أناملهم
على الحيطان
على الحكمة التي يخرجونها
من الطباشير الملونة
الأبيض لم يعد يفهم معنى الكلمات
ولا بكاء الحروف
تقاتلنا من أجل خيمة
حين كنا ننبت من الرمال نبالا
وحكايا
اليوم نتحارب من أجل كذبة
تدغدغ هوسنا
تُنسينا آفة الإنتماء للطين
لأننا اعتنقنا ديانة “غوغل”
نبي هذا الزمن
وكتابه اللامرئي
صرنا بدل أن نحمدل
صرنا “نغوغل” إيماننا
كي نجد جنة
في صفحات اللف والدوران
نملك ما نشاء من الأوهام
غائبون في غيابنا
غائبون في حضورنا
غائبون أمام الحقيقة
وأمام الهذيان
فلأي شيء نصلح له؟
إِنْ كنا لا ندرك أبجدية
الحياة
وجع الصباحات
صراخ الليالي
وبكاء الشجر
لأي شيء نصلح له ؟؟
لم يبق وقت لنخرج ما في صررنا من أدلة
تاه الكل
وضاع كل شيء