أرض الغرور
د. ريم سليمان الخش | فرنسا – سوريا
أيعقل أن تكون بلا شرور؟
لعمري ذاك أعسر من عسير
فلا إحقاقُ حقٍ دون ظلمٍ
ولا غمرٌ بلا نقصٍ كثيرِ
يؤرجحُ بين أقطابٍ عكوسٍ
مدى وجعٍ إلى ضمّ القبور
تناوبها كتكوير الثواني
على ليلٍ فصبحٍ مستنير
فمن يُسرٍ إلى عسرٍ وغمٍّ
ومن سلْمٍ لقتلٍ مستطير
مصائبه انفراج عند بعضٍ
وعند البعض أهوال السعير
بهيميٌ مدجج بالرزايا
ونسبيَ المطامع والشعور
ومامجرى المروءة فيه أصل
فلا تلقى سوى الأصل الحقير
فلا تحزن وقلبك كوثريّ
إذا سُدّت مفاتيح العبور
فماؤك لا يلطخه اتساخ
وصبرك عنه من عزم الأمور
وإنّي لا أرى معنى لكون
ظلاميّ بلا قلبٍ بصير
وكم سبر الفضاء الرحب كشفا
يُحرر مثل (فوتونٍ) منير
علمت بقصر إدراكي ولكن
شعرت بسطوة الرب القدير
ولم أدرك معاني الخير إلا
بأبليسَ الموسوس في الصدور
كأنّ وجودنا ظلّا مليكٍ
بشطرنجٍ على أرض الغرور