بالعشق أحمي أحتمي
حسين جبارة /فلسطين
مِن ألفِ عامٍ قبلَ ألفٍ بعدَ ألفٍ بائدِ
زنتُ الدُّنا في كلِّ جوٍّ مُشمِسٍ أو باردِ
وبقامتي أعلو كنخلِ سامقٍ
لأُعانقَ الغَيْماتِ نسرًا حالمًا
لا أنحني إلّا لربٍّ واحدِ
بتُّ الهوى في قلبِ ظبيٍ عاشقٍ
في نبضِ شعبٍ مؤمِنٍ
مُسْتَبْسِلٍ ومُعاهدِ
في بذلِ شبلٍ قد قضى أو يشتهي
صدرًا رحيبًا دافئًا
غنّى نشيدَ العائدِ
ما خفتُ يوماً غازيًا فَمُداهمًا
ومُلوّحًا بالسوطِ سُمِّ الجالدِ
لا أرتضيهِ مُدَجَّجًا
فمُدَنّسًا عذريّتي
ومُكشِّرًا عن نيبِ وحشٍ صائدِ
بالعشقِ أحمي أحتمي
أفدي حبيباً يفتدي
يُعلي أذانًا فالحًا
يدعو إلهَ معابدِ
عودي ضلوعٌ كم يتوقُ لمسلمٍ
صلّى صلاةَ المستخيرِ العابدِ
صحبي أنا من قبلِ ألفٍ يعشقونَ المصطفى
يحمونَ دربًا للهدى
يحذونَ نهجَ الراشدِ
طلبوا النزالَ بحرقةٍ وبلهفةٍ
خبروا خضمَّ مَشاهدِ
عشقُ المدى ما كانَ حسًّا عابرًا
العشقُ جيلٌ إثرَ جيلٍ باكتظاظٍ حاشدِ
لا أحسَبُ التاريخَ حولًا أو عقودًا تنتهي
أبلو صبورًا صامدًا لا انثني للماردِ
الكونُ يحيا قوةً
قانونَ حُكمٍ غاصبٍ
حُكمِ القويِّ السائدِ
إني بعدلي خالدٌ
أرضى لغيري معبدًا
واُعزُّ ديرًا طاهرًا
ما كنتُ يوماً كارهاً أبغي نظامَ الحاقدِ
فجرًا أصلي راغبًا
ظهرًا وعصرًا راكعًا
وأقومُ ليلي خاشعًا
بمنافذٍ مفتوحةٍ لا تشتكي من راصدِ
كلُّ القوى حالتْ فناءً في الدُّنا
والحقٌّ يبقى جَذوةً بمواقدي