زاوية الظل
سعيد محتال /المغرب
في تِلْك الزّاوية منَ النّهار
يَنْتابُني صَمتُ الشَّمس الرَّهيب
يُخبرُني بِأنّ زمنَ الدّفْءِ قَد وَلّى
خَرِيفٌ لَيْس كالْخريف
الرَّبيع بئيسٌ كَفيف
يَجْري سعياً وَراء رُكامِ الرّيح
مَرايا الظِّلّ تُنْذرُني
بِأَمْطارٍ تَنْبعُ مِنْ طُوفانٍ كَسيح
أَيْن غاب الْورْد
وَأَيْن زَمن بَهاء السَّماء
أَيْن بَسْمة النُّجوم
الْمُطلّة زَمنَ الْغُيوم
أَيْن بَريق الرَّعْد
الْمُدوِّي كَحَنين السَّعْد
أَوْردتي السَّليبة
تُذَكِّرني بِفَاجعة السِّنين الرَّهيبة
شُطآنٌ تَتَهاوى
وَدُموعٌ تَتَساقَط كَالْجُلْمُود
تَرْوِي ظَمأ السُّهوب
وَتُوقِظُ الطِّينَ مِنْ أوْزارِ الْحُروب