يا ثمن الحماقات في صحاري العرب

نداء يونس | فلسطين

سيدعونك

كن هنا …

يعرفون أنك تقرأ التاريخ كقصاصات نجت من محرقة

كما يمسك طفل دفتره المدرسي للمرة الأولى

عالم مقلوب ومفتوح كيفما اتفق

وأن رؤياك خضراء

تكتبها كما تقول سيدة لقاض مشكلة

ثم تكررها ثم تنسى

أو أنها لا تنسى لكنها تبكي

وتخفف الدمع بطرف الثوب كاشفة

عن ساقين من ملح

ولذة بيضاء، باهتة أو متعبة

وأنك تسور حلمك بالماضي

وتعلم أن الأسوار دعوة بلا قيد

 للضباع

للغزالات

للوحي

للسكارى

للمشردين

للعابرين

لحاملي الأبواق والأختام والكهنة …

وأنه لا شيء يمنحك استكانة العصافير فوق أسلاك الكهرباء

نعس السفرجلات على الغصن

أو لا اكتراث المشردين من الكلاب

وأن لا حطبا في روحك للشتاء

أو أغصانا على أرومتك الناشفة

وأن لا رغبة لديك بالتطهر من بلادك

– إننا نرتكب الخطايا

كي نجد ما نغسله في نهر الجانج

عندما نبلغ الثمانين،

تقتبس حكمة الآخرين

ثم تقول، أو إنني سمعتك تقول

ثم تكررها ثم تنسى

أو إنك لا تنسى لكنك تبكي

لا جرَّة لرمادك إلا البلاد

لكنك صف من المفردات طويل

أخمن إنك الرعب

الخوف

قسمة التلف

المرصود للمحو

أو إنك الثمن

لكنهم سيدعونك

كن هنا

سيقولون إنك الحجر الأخير

والبرق الأخير

والثوب الأخير

والشرف المموه بالكبرياء

والغضب الذي نجا من المكائد

والمصائد والركض والعطش

وأنك مركب سماوي

كتاب الكرامات

وحارس الأبد

يقرؤون أو إنهم يقرؤون ثم يغلقون على الأساطير

 الكتب، هكذا حين تعلق يا ثمن الحماقات

في صحاري العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى