هل تقدر الكلمات أن ترثيه
ماجد الدجاني | فلسطين المحتلة
(إلى روح الأديب فارس الكلمة وفقيد البيان علي الخليلي)
من أين أبدأ يا قريض رثائي
ولمن سأرسل آهتي وعزائي
والرمل في البيداء يبكي فارسا
عاش الحياة يشد خير لواء
خاض البحار ولم يخف من لجة
ومضى ليرهب عاصف الأنواء
في كل شبر في البوادي والذرى
زرع الندى وبنود خير عطاء
لم يثنه زمن ولا لأوائه
لم يثنه أبدا عضال الداء
من أين أبدأ والحروف أسنة
في أضلعي وتغوص في أحشائي
أبكى على زين الرجال وكم خبا
نجم الرجال ودولة الشرفاء
تبكي الثقافة والقوافي حرقة
والآه تحرق موطن الإسراء
ظلا ظليلا كان يوم حرورها
ولدى الهجير كبانة غيناء
للمبدعين بدا معينا داعما
هو دوحة وتجود بالأفياء
نثرت يداه بذر خير ثقافة
وسما على الميزان والجوزاء
فكأنما اختصر الفعال صنيعه
كم كان في ليل الثقافة بدرنا
والماء للصادي وخير هواء
كان العماد لخيمة عصفت بها
ريح الأذى وثقافة الجهلاء
صعدت إلى العلياء روح بوركت
في الأرض مذ خلقت ورب سماء
وعزاؤنا أن الجنان مقامها
إن كان في الماضين أي عزاء
وأقول معذرة البيان فإنني
قد خضت بحرا عاصف الأنواء
وأمام أمجاد الفقيد تراجعت
لغة البيان وصهوة البلغاء
وكبا جواد الشعر حين رثائه
وعيوننا مزجت دما ببكاء
أنى تطال فعاله كلماتنا
أنّى بلوغ القمة الشمّاء
هيهات تبلغ وصفه كلماتنا
ورثاؤه بقصيدة عصماء
فإلى الجنان أبا سري باسما
تمضي وهذا خير خير عزاء
عند العلي أيا علي بمقعد
للصادقين وزمرة الشهداء