دور الشباب وهيئات الحكم المحلي في فلسطين

محمد زهدي شاهين | فلسطين
   
   لا يختلف اثنان على أن الجيل الشاب يمثل القلب النابض للمجتمعات أيّا كانت، وهو بمثابة محرك الحياة فيها؛ فهم الطليعة والعمود الفقري والقوة النشطة الفعالة قاهرة المستحيل وهم من يتحدون الصعاب. إن الشباب المسلح والمؤهل بالعلم والمعرفة يمثل الرئة النقية التي يتنفس بها المجتمع.
    في الحالة الطبيعة نجد بأن هناك دورا بارزا ومؤثرا وبالغ الأهمية لهذا الجيل في الدول المتقدمة، خاصة في ظل هذا التطور والتقدم التكنولوجي والمعرفي الذي يجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه. لكننا نجد بأن هناك هوة كبيرة بين دور الشباب في الدول المتقدمة والدول الفقيرة والنامية، ومن بينها دولنا العربية مع وجود بعض الاختلاف في النسب في عالمنا العربي، وذلك يأتي لتظافر عدة عوامل أدّت لاتساع هذه الهوة وعدم العمل على تقليصها لغاية الآن، منها ضعف القدرات المالية، وعدم توفر خطط وبرامج كافية للتأهيل والتربية والتنشئة، وطبيعة النظم السياسية الموجودة، والقيم والعادات والتقاليد والمفاهيم المجتمعية التي تحد أيضا من إعطاء المرأة دورها الريادي والطبيعي مع أنها تشكل نصف المجتمع. بالإضافة إلى الأزمات التي تعصف بأوساط الشباب كتدني المستوى المعيشي، واستشراء البطالة بين صفوفهم، ونقص المؤسسات الراعية التي تعنى بالتدريب والتأهيل والعمل على تحفيز الشباب من أجل تسهيل عملية انخراطهم ومشاركتهم الفعالة في الحياة العامة.
     واللافت للنظر هنا بأن المجتمعات المتقدمة وبشكل خاص الدول الغربية هي مجتمعات غير شابة على العكس تماما من مجتمعاتنا العربية، ومع هذا وذاك نجد بأن لهم دوراً بالغ الأهمية في شتى المجالات.
    لهذا لا بد بأن يكون هناك دور بارز لهذا الجيل الشاب في فلسطين في المجالات كافة، على أن يكون دورا بارزا ومهما ومؤثرا لا هامشيا، ومن ضمنها البلديات والهيئات المحلية.

    وهنا يأتي بالتأكيد دور الناخب الفلسطيني الذي سيدلي بصوته الحر لمن يستحق وفقا لوجهة نظره وقناعاته، وهم في غالبيتهم أيضا من الجيل الشاب.
    لقد انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية، ونحن الآن على عتبة المرحلة الثانية منها، والتي نلاحظ فيها تسجيل العديد من القوائم الانتخابية من هذا الجيل الشاب.

    لهذا لا بد لنا من التنويه بضرورة حث الناخبين على المشاركة في صنع القرار من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع، وانتخاب القائمة المناسبة التي بنيت وفقا لعدة معايير مجتمعة منها: عنصر الشباب المتعلم والمثقف، موائمتها مع البيئة الثقافية للمجتمع من خلال وجود مرشحين لهم حظوة وحضور بين الجمهور، ومعيار التأطير الحزبي أو الائتلافي، أو قوائم من شخصيات وطنية مستقلة لا غير ذلك، فالتكتلات العشائرية والعائلية المجردة تعتبر معيقا للتنمية المستدامة.
20-2-2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى