الشاعران: عبد الرزاق الربيعي، و د. عارف الساعدي (وجها لوجه)

يظلّ النص العمودي حاملا لرياح الحداثة، والتحوّل.  

ما دام الشعر مرتبطا بالروح تبقى مساحات الغيب مفتوحة، ولذة ونار الدهشة الأولى متأهبة في أيّ لحظة.

الشكل الشعري هو صوت الشاعر أيا كان ذلك الشكل وهو هويته التي يسكب من خلالها معلوماته التي يريد إرسالها.

بياننا “قصيدة الشعر”، وبيان “المراجعة” لا ينبعان عن وعي ثقافي كامل، إنما عبارة عن فورة شبابية تحاول أن تثبت نفسها بأي طريقة من الطرق.

رغم عمله الأكاديمي أستاذا للنقد الحديث في الجامعة المستنصريّة، وإعلاميا أعدّ وقدّم العديد من البرامج الحواريّة في فضائيّات عربية، إلّا أن الشاعر العراقي  عارف الساعدي يرى أنّ الشعر “هو المتن الأساس في حياتي، وما عداه هوامش في هوامش” أما دراسته الأكاديمية، فهي بالنسبة له ” تمارين علمية تحصن العقل الشعري من شوائب الغنائية، وسذاجتها، وتمنحني الخبرة في الحديث النثري عن الشعر، وأهميته” كما يقول والساعدي الذي نال درجة دكتوراه في الأدب العربي الحديث ونقده الجامعة المستنصرية 2011 انخرط في العمل الثقافي بوقت مبكّر من عمره، فأسّس، وتراّس رابطة الرصافة للشعراء الشباب، وتجمع ( قصيدة الشعر) التي دعت  إلى حداثة الشعر الموزون، نال عن مشاركاته العديد من الجوائز من بينها: المركز الأول في مسابقة (المبدعون للشعر) التي أقامتها مجلة الصّدى في دورتها الأولى في دبي عام 2000،  والثاني في مسابقة سعاد الصباح في الكويت عام 2004 ، وجائزة الدولة للإبداع الشعري عن وزارة الثقافة العراقية عام 2014 عن ديوان “جرّة أسئلة” له العديد من الإصدارات منها: “رحلة بلا لون” 1999 من بغداد، “عمره الماء” 2009، “جرّة أسئلة” 2013″ مدونات” عام 2015، وفي عام 2019 جمع دواوينه في كتاب صدر عن دار سطور حمل عنوان “الأعمال الشعرية”، وله في النقد الأدبي” شعرية اليومي”2007، و”لغة النقد الحديث من السياقية الى النصية” 2014 إلى جانب كتب أخرى عديدة، ومشاركات في مهرجانات عربية، في هذا الحوار حاول سبر أغوار هذه التجربة الثريّة لشاعر أسّس حضورا استثنائيّا في المشهد الشعري العراقي اليوم، وصار علامة من علاماته المضيئة.

 

س:// أصدرت مع زملاء لك من جيلك التسعيني بيانا شعريا أعلنتم به ولادة ” قصيدة الشعر”؟ حدّثنا عن الظروف التي سبقت، ورافقت ولادة ذلك البيان؟

الجواب: شكرا لأنك تعود بنا إلى مرحلة مهمة من تاريخ العراق الثقافي، البيان كان مطلع الألفين، والحركة الشعرية أواسط التسعينيات، طبعا كان المطبخ الثقافي لهذه الحركة هو رابطة الرصافة للشعراء الشباب التي أسستها سنة ١٩٩٦، ومن لحظة التأسيس كنا نبحث عن شيء مختلف عن الأجيال التي سبقتنا، وحتى عن أبناء جيلنا، فمعظمنا كان توجهه نحو كتابة النص العمودي، وكنا أشبه بالعزلة داخل الوسط الثقافي بحيث ينظر بعض شعراء الجيل الستيني لنا بأن الشنفرى أكثر حداثة منا، وفي الوقت نفسه ننظر لقصيدة النثر، وشعرائها بأنهم سارقون للنصوص المترجمة، وأنهم لا حظ لهم من معرفة التراث ووو، لذلك أرى بعد أكثر من ٢٠ عاما على حركتنا أن العزلة إحدى أهم اسباب التحولات ومن ثم يأتي الهم الفني والجمالي، ذلك أنك كلما تشعر بعزلتك كلما تشعر بعظمتك وأنك مهم، وعظيم، ولكن في الحقيقة العزلة تنتج التضخم مثلما تتضخم أيّ عملة نقدية تسبب فيما بعد انهيارا اقتصاديا لأنها لا تستطيع أن تبادل عملتها مع الآخرين، وهذا ما نشعر به اننا نملك عملة عظيمة،  ولكن لا قيمة لها لدى الوسط الثقافي ولا قيمة لها حتى لدى اصدقائنا من شعراء النثر او التفعيلة، وأنت تعرف أن المنابر الرئيسة للنشر أيام الحصار معدودة على أصابع اليد، وأن مسؤولي الصفحات الثقافية للصحف الكبرى رهنوا القصيدة العمودية للتعبئة فقط، لذلك صرخنا بصوت عال وقلنا يا ناس يا عالم من الممكن أن نكتب قصيدة عمودية وجدانية، ومن الممكن أن تدخل الروح السردية للنص العمودي، ومن الممكن أن نتحول بالنص من تعبوي وتقليدي إلى نص مفتوح لا يهتم بالغرض قدر اهتمامه بتفعيل جمله الداخلية، وربطها ببعضه البعض، ومن الممكن أن يكون النص العمودي حاملا لرياح الحداثة والتحول، فما المشكلة من أن تشم عطرا فرنسيا جميلا، ولكن بعلبة زجاج قديمة كما يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح عن شعر عبدالله البردوني.

س:// ما المقصود بقصيدة الشعر؟ وأين وصلت؟

الجواب: في ذلك الوقت، كنا نطمح أن نخرج بحركة مغايرة في المصطلح والمفهوم، لذلك أطلقنا مصطلح قصيدة شعر، ونعني به أن الشعر شيء والقصيدة شيء آخر، فكما توجد مسرحية شعرية كذلك نزعم بوجود قصيدة شعرية، وأخرى غير شعرية انطلاقا من الحدود المعروفة للقصيدة، وبهذا نريد أن نقول أن القصيدة التي نكتبها الموزونة سواء ذات الشطرين او التفعيلة هي قصيدة من جنس الشعر، أما ما عداها مثل قصيدة النثر فهي قصيدة، ولكنها من جنس النثر، وليس الشعر، طبعا هذه أفكار كنت أؤمن بها قبل سنين، أما الآن، فلا أنظر إلى كل ذلك الصخب والصراعات إلّا بأنها جزء من المراهقة الثقافية، ولكنها مهمة بالنسبة لنا، وهي الآن جزء من التاريخ الأدبي وليس التاريخ الفني كما أعتقد.

س:// ماذا عن أصحابك قصيدة الشعر، أين انتهى بهم المطاف؟

الجواب:  تشتت بهم الزمن، وافترقوا كحال كلّ الحركات الإبداعية حين يكونون حلقة واحدة لا يفترقون لحظة واحدة، تحولوا فيما بعد إلى مشاريعهم الخاصة، فقد كنا أنا، وفائز الشرع، وبسام صالح، ورشيد الدليمي وآخرين، ومن ثم وقّعنا على البيان الشعري كلا من :بسام صالح مهدي ونجاح مهدي العرسان ومضر الألوسي ومحمد البغدادي ورشيد الدليمي، وأنا فيما رفض فائز الشرع التوقيع على البيان، وبعد سنتين، أو أكثر كتب فائز مع مجموعة آخرين بيانا أسموه “بيان المراجعة”، وهو أشبه بالحركة الانشقاقية عنا، ووقّع عليه مجموعة من الزملاء، ولكني فيما بعد كتبت بحثا أكاديميا راجعت من خلاله بياننا الأول، وبيان المراجعة الثاني، وبينت وجهة نظري في البيانين اللذين أعتقد بمراهقتهما الآن، وانهما لا ينبعان عن وعي ثقافي كامل، إنما عبارة عن فورة شبابية تحاول أن تثبت نفسها باي طريقة من الطرق، الآن تفرقت بنا السبل، فلا توجد مجموعة باسم قصيدة شعر تلتقي، أو تتحاور، فمن مات مات كرشيد الدليمي رحمه الله ومن هاجر نهائيا مثل محمد البغدادي، أما من تبقى، فقد اكلتنا دروب بغداد كل باتجاه، ولكني مؤمن ان الإبداع هو هم ذاتي قبل أن يكون هما جماعيا، ومع هذا فقد حظي مشروع قصيدة الشعر” بعشرات البحوث، والدراسات، والمقالات، ذلك أن اكثر من ١٠ دراسات أكاديمية ما بين ماجستير، ودكتوراه.

س:// راهنتم على الشكل التقليدي المتوارث في الكتابة الشعرية، منذ بداياتكم، في زمن به قصيدة النثر طاغية، ما الذي جعلكم تدخلون حلبة الرهان؟

الجواب: فيما يخص الشكل التقليدي الذي نكتب به سابقا، وحتى حاليا، أعتقد أن الشكل الشعري هو صوت الشاعر أيا كان ذلك الشكل وهو هويته التي يسكب من خلالها معلوماته التي يريد إرسالها، وبالنتيجة فإن الشكل الشعري هو خيارنا الذي فتحنا أعيننا عليه، وعلى التراث العربي وعلى العزلة أيضا، فنحن جيل فتح عينيه لحظة خراب الدولة العراقية أي لحظة انهيار التعليم، والاقتصاد، والطموح، وخراب السياسة، والانكسارات، والجوع، أي لحظة بداية التسعينيات تحديدا، والواقع أتحدث عن تجربتي البسيطة، فقد كنت لا أعرف في الشعر الا الموزون منه، ولا أتصور ان قصيدة  يمكن أن تسمى  شعرا الا اذا كانت عمودية، ولكن بعد أن قرأت السياب ودرويش وادونيس وتجارب العرب الحداثية استطعت أن املك الشجاعة لأقول أننا كنا راديكاليين في نظرتنا للأدب، والشعر بالتحديد، وأن الزمن والوعي كفيلان بتحول المرء من حال إلى حال أخرى او انه لا يثبت على حال ابدا، المهم أن تأتي، ولو متأخرا، ولكني أزعم أني أتيت، اما رهاننا على العمودي فأظن اننا فعلنا خيرا فلو انخرطنا مع المجموعة التي تكتب قصيدة النثر، وهم أكثر من ١٠٠ شاعر في ذلك الوقت لما التفت لنا أحد، ولأصبحنا رقما عاديا لا يضيف للشعرية العراقية المهيبة،  أي شيء، ولكننا بمشاكستنا واختلافنا في كتابة العمود الذي نقول انه ليس عمودا تقليديا استطعنا أن نلفت الأنظار لنا في ذلك الوقت، وحتى هذه اللحظة، فلا يمكن حين يتحدث أحد عن الجيل التسعيني، أو عن الحركات، أو البيانات الشعرية إلّا، وكنا نحن مجموعة قصيدة شعر جزءا من حديثه سواء سلبا او ايجابا

س:// جعلت من شعر عدنان الصائغ موضوعا لرسالة الماجستير، لكنك لم تتاثر به في نصوصك، ما الذي جعلك تختار شاعرا ثمانينيا كعدنان الصائغ؟

الجواب: بالفعل كان شعر عدنان الصائغ ميدانا لدراستي مرحلة الماجستير، وهي أول عمل اكاديمي عن شاعر ثمانيني، ذلك أن هناك تقليدا في الأكاديمية العراقية كانوا لا يدرسون الشاعر الا بعد وفاته، فشبه محرّم دراسة عدنان، وجيله بالكامل، أمّا عن خطي الكتابي، فبالتأكيد يختلف عن تجربة الصائغ التي أحبّها، والتي درستها بحبّ، وبوعي شاعر، كما قالت عني لجنة المناقشة حينها، أمّا عن التأثر بتجربته فيعود إلى أني درست الماجستير، وأنا قد أصدرت مجموعتين، وفزت بجائزة ومرجعياتي الثقافية شبه مستقرة، لذلك توجهت للصائغ باحثا، ومحلّلا، وكاشفا عن مكامن الضوء في القصيدة فضلا عن أنّي كنت قاسيا على بعض التفاصيل الشعرية للصائغ الذي أحبّه كثيرا.

س:// فوزك بجائزة مجلة الصدى جعل الانظار تتجه اليك خارج النطاق المحلي، في زمن الحصار الذي طال كل شيء، ماذا تمثل لك تلك الخطوة؟

الجواب: كما تفضّلت، فعلا كان فوزي بجائزة الصدى نافذة مهمة لي للظهور عربيا، وهي تجربة بالنسبة لي في غاية الحبّ، والتأثير ذلك أنّنا في عام ١٩٩٩، أي لحظة الضغط الحقيقي، والحار الخانق، ومن خلال هذه الأجواء يأتي فوزي الأول عربيا والسفر إلى دبي في حينها، واللقاء بعدد كبير من الشعراء، والشخصيات الثقافية، فقد فتحت لي بوّابة النشر عربيا في الصحف، والمجلات الإماراتية، والعمانية والعربية بشكل عام، وقد تعرفت على كوكبة من الشعراء العرب، حيث شكّلت،  كما أظن، تلك الكوكبة الفائزة بجائزة “الصدى” في دورتها الأولى مشهدا متقدما في الشعرية العربية، ومازالت تتصدر المشهد الإبداعي ذلك أني التقيت بجاسم الصحيح وحسن المطروشي، وأحمد بخيت، ومن العراق أنا، ورعد بندر، وعماد جبار وآخرين فازوا بجوائز تقديرية، فضلا عن العلاقات التي للآن بقيت وطيدة مع عدد من الشعراء والمثقفين العرب الذين التقيتهم  في دبي سنة ٢٠٠٠ مثل شوقي بزيع وسعيد الصقلاوي، وناصر عراق، ويحيى البطاط، وسيف المري، لذلك يبقى لجائزة “الصدى” صداها الخاص في الروح وهي أشبه بطعم القبلة الأولى.

س:// سئل ابن قتيبة عن سبب توقفه عن كتابة الشعر، أجاب: علمي بصناعته، إلى أيّ مدى أثّر علمك بصناعة الشعر على كتابتك له؟

الجواب: لا أظن أنّ هناك علما  مكتملا استطاع أن يحيط بصنعة الشعر، فما دام الشعر مرتبطا بالروح تبقى مساحات الغيب مفتوحة، وتبقى لذة ونار الدهشة الأولى متأهبة في أيّ لحظة، أما دراستي الأكاديمية التي تقصدها بعلمي بصناعة الشعر فهي تمارين علمية تحصن العقل الشعري من شوائب الغنائية، وسذاجتها، وتمنحني الخبرة في الحديث النثري عن الشعر، وأهميته، أما الجانب الروحي، فهو ما لا أستطيع الفكاك عنه، ولن أسمح لأي منهج، أو نقد، أو دراسة تسحبني من لذة الغيبوبة في حضن القصيدة إلى جفاف الصحو في صحراء النقد، لذلك دائما أقول أنّ الشعر هو المتن الأساس في حياتي، وما عداه هوامش في هوامش.

س:// في نصّك الشعري عناصر سردية: حوار، ومتن حكائي، ونمو، هل كتبت نصا موازيا لنصك الشعري، قصية مسرحية؟

الجواب: لم أكتب غير الشعر، أمّا النقد، فهو جزء من عملي الأكاديمي، وليس جزءا من مشروعي الثقافي، اما التحولات الموجودة في قصيدتي وبالتحديد في الأعمال الأخيرة، وما قبلها، فهو نابع من تحوّلات الشاعر نفسه، فالشاعر  الذي لا يتحوّل ولا يتأثّر بما حوله، فهو بالنتيجة بركة راكدة ستجف نهائيا، لذلك أعتقد أن هذا التداخل السردي في القصيدة، واقتحام أجناس أخرى للقصيدة مكّن القصيدة من حقنها بحرعات مطاولة أكثر، وأسهم بترشيقها، وأبعدها عن الميوعة، والرومانسية غير المجدية، لهذا فإن الاستجابة لهذه التحولات هي استجابة تنبع من داخل الشاعر أولا في أنه يتحوّل، وينقلب على العديد من متبنياته، ومن ثم تظهر هذه التحولات على جسد القصيدة.

س//: كيف ترى واقع الشعر العراقي بشكل خاص، والعربي بشكل عام اليوم؟

الجواب: أعتقد أن حركة الشعر في العراق حركة ولّادة، ومتفاعلة، وفي نشاط دائم، وكنا نتصور أن جيلنا التسعيني هو آخر الأجيال حراكا، ومجاميع، وبيانات، ولكن فيما بعد وجدت بعد سنوات عديدة من خمول فكرة الأجيال، أن في العراق أجيالا تحت الرماد بمجرد تحريكها ستراها ماثلة بقوة أمامك، وأمام حركة الشعرية العراقية من خلال بيانات، أو مجلات يصدرونها، و”كروبات” مختلفة، والأجيال الجديدة تحمل سمة مختلفة عن كل الأجيال.

س//: كتبت عن هذا الجيل عدّة مقالات، أين يكمن اختلافه عن جيلكم، في الشكل؟ أم المحتوى؟

الجواب: هم جيل بلا عقد من ناحية شكل الكتابة، وجيل بلا خوف او خطوط حمراء كما مر بكل أجيال العراقيين، فضلا عن أنهم ابناء التقنيات الحديثة، فقصائدهم تكتب في موبايلاتهم مباشرة لتنشر على صفحاتهم بنقرة واحدة، لم يمروا بمرحلة الشطب والحذف كما نحن حين نكتب على الورقة البيضاء، لذلك هم أبناء السرعة التي لا تحتمل الصبر

س:// ماذا عن المشهد الشعري العربي بعد رحيل جيل الكبار، ودخولنا “زمن الرواية”؟

الجواب: لا يختلف كثيرا عن المشهد العراقي، إذ تجد في كل بلد مجموعة هي أشبه بالمجانين لا هم لهم إلا بصناعة مناخ شعري، ولا يعيشون إلّا أجواء الشعر وصراعاته، ولكن ما يلاحظ على واقع الشعر هو ضعف اهتمام الجمهور به كما كنا نسمع عن شغف الناس بالشعر وبرموز معينة، فقد غابت بسبب تعقد الحياة وتزاحم فنون أخرى على صنعة الشعر.

س:// كمشتغل في الاعلام والنقد ، والعمل الثقافي، ما الذي ينقص ثقافتنا اليوم؟

الجواب: العمل الثقافي ينقصه التكامل مع المفاصل الأخرى التي تشكّل مفاصل العمل كالسياسة، والجامعات، والاقتصاد، ذلك أن الكلمات تشبه العملة النقدية، فكلما كانت العملة مدعومة برصيد من الذهب المسكوك كانت العملة قوية، ونافذة، ولها قيمة، وكلما أخذت من رصيدها ستحدث أزمة تضخم، ولا قيمة للعملة النقدية مهما كثرت الأوراق النقدية، كذلك الثقافة لا تكون فاعلة، ومؤثرة ما لم يكن لها شأن بصناعة الحياة سياسيا، واجتماعيا، وأكاديميا، فالأمم الخاسرة تحتاج إلى زمن لكي تستعيد عافية اللغة المنهزمة، ذلك الا قيمة لأي لغة تصرخ، وتهدّد، وتفتخر دون أن يكون لهذا الصراخ واقع فعلي يعزّز اللغة، والثقافة، ويبعد شبهة أننا ظاهرة صوتية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى