طفل غزة

د. سمير شحادة التميمي | فلسطين
طفلٌ يحبو على أربعْ
بين أكوامِ اللحم
بعد القصفْ
والدخانُ كثيف
ينادي بأعلى صوته: أبي ، أبي ؟
ويواصلُ النداءْ
لا يلتفتُ لرجلهِ اليمنى التي قطعها القصفْ
ولا إلى الدماءِ التي تغَطِّي جسدِهْ
يسألهُ رجلٌ عجوزْ
كيفََ لكََ أن تعرفهُ وسطَ هذا الدمارْ
أجابه الطفلُ دون أن ينظرَ إليهْ
من يدهِ اليمنى
قال الرجل مندهشاً
من يدهْ!
نعم،كنتُ أْقبلُ يدهُ كلَّ صباحٍ
وكلّ مساءْ
أعرفها جيدا
خاتمه الفضي ،حبات النمش وخطوط كفه وشاهده الذي قطع
ذاتَ إطلاقِ نارْ
ومضى يحبو على أربعْ
ينادي:أبي يا أبي
ويبحثُ عنْ يدٍ يعرفها جيداً
بين أكوامِ اللحمْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى