سوالف حريم.. جنون الاحتلال
حلوة زحايكة | فلسطين
ليس لجنون الاحتلال نهاية، فهو مثل”الواوي اللي بلع المنجل” على رأي مثلنا الشعبي، وهذا الاحتلال يتصرف كما المجانين منذ بداياته، لأنه لا يرى إلا نفسه، فعلى سبيل المثال قام بتقسيم قريتي السواحرة إلى ثلاثة أقسام، قسم داخل حدود البلدية، والقسمان الآخران”الشيخ سعد والسواحرة الشرقية” خارجها، والقسم الأول يحمل هوية زرقاء”إسرائيلية” والآخران هوية برتقالية، وجنون الاحتلال هذا لم يراع الطبيعة الجغرافية للمنطقة، حتى أن بعض الأخوة يحمل هوية زرقاء وبعضهم برتقالية، ولمّا تفتقت عقلية الاحتلال عن إغلاق القدس أمام شعبها الفلسطيني في أواخر آذار عام 1993، فإن من لا يحمل الهوية الزرقاء لا يستطيع دخول مدينته إلا بتصريح من الاحتلال، وتطورت الإغلاقات إلى أن اكتمل جدار التوسع الاحتلالي، في عام 2007، فأصبح بعض الآباء داخل الجدار ضمن حدود البلدية، وبعض أبنائهم خارجه، أو جزء من الأخوة والأخوات خارج الجدار وجزء داخله، ولحقت ذلك قيود لا شبيه لها في العالم، حتى وصلت التدخل في الشؤون العائلية الداخلية للأسرة الفلسطينية، فمثلا تجميد قانون “جمع شمل العائلات” عقّد أمور الزواج، فإذا كان أحد طرفي الزواج يحمل هوية زرقاء، والآخر لا يحملها، فإنهما يفكران ألف مرة قبل الإقدام على الخطوبة والزواج، لأن القانون الاحتلالي لا يوافق على مجرد قبول طلب جمع الشمل إلا اذا أكمل الزوج الذكر عامه الخامس والثلاثين من عمره، وللزوج الأنثى خمسة وعشرون، وإذا ما تزوجوا فإن من لا يحمل الهوية الزرقاء لا يستطيع الإقامة مع شريكه داخل حدود البلدية، وإذا ما رحل شريكه من داخل حدود البلدية للعيش مع شريكه، فإنه يخسر حق الإقامة في القدس، وإذا ما رزقوا بأطفال فإن الأطفال يصبحون في متاهة حول مكان إقامتهم.
ومن جنون الاحتلال أنه يتعامل مع مواطني القدس الفلسطينيين الذين ولدوا في القدس وعاشوا فيها عبر التاريخ كميقيمين مؤقتا حتى حصولهم على جنسية دولة أخرى، وعندها تسحب منهم هذه الإقامة، في حين يسمح لأي يهودي من أي مكان في العالم أن يأتي إلى القدس ويعيش فيها كمواطن كامل الحقوق! والحديث يطول.