هُوَ كَنَفُ الله
د. عز الدّين أبو ميزر | فلسطين
مَا كَانَ لِمُنْبَطِحٍ إلّا
أنْ يُسْلِمَ عَن طَوْعٍ شَرَفَهْ
فَهَلِ الأعرَابُ المُنبَطِحُونَ
لَدَيْهِمْ شَرَفٌ أوْ عِفّةْ
وَبِعِلمِي فِيهِمْ مِن زَمَنٍ
وَ هُمُ يَحيَوْنَ بِغَيْرِ صِفَةْ
إلّا مَا وَهَبَ اللهُ لَهُمْ
مِن مَالٍ أوْرَثَهُمْ خِفَّهْ
وَضَيَاعًا لَيْسَ لَهُ مِن قَبْلُ
وَ بَعدُ، دَوَاءٌ أوْ وَصفَةْ
كَمْ مَثَلًا ضَرَبَ اللهُ لَنَا
وَخَفِيًّا عَنَّا قَد كَشَفَهْ
هُوَ قَدَرُ اللهِ فَهَلْ أنْجَى
قَارُونَ غِنَاهُ وَهَلْ نَصَفَهْ
لمّا أن خَسَفَ الأرضَ بِهِ
وَبِمَا آتَاهُ وَمَا ألِفَهْ
وَتَجَلَّى الحَقُّ بِقُوَّتِهِ
وَأرَاهُ لَحظَتَهَا ضَعفَهْ
هِيَ سُنَنُ اللهِ وَيُجْرِيهَا
فِي الخَلْقِ وَلَا تَأْتِي صُدفَةْ
وَالمُنبَطِحُونَ بِإذنِ اللهِ
سَتَأخُذُ جُلَّهُمُ الرَّجفَةْ
مَا كَانَ اللهُ لِيُنْجِيَ قَوْمًا
جَعَلُوا الظُّلْمَ لَهُمْ حِرفَةْ
وَالعِبرَةَ سَنَرَاهَا فِيهِمْ
وَالرَّجفَةُ تَتبَعُهَا الرَّدفَةْ
مِن ثَمَّ يَطُوفُ بِهِمْ جِبرِيلُ
فَلَا يُبقِي مِنهُمْ سَعفَةْ
وَ يُرِينَا حَقًا كَيْفَ اللهُ
البَاغِيَ يُورِدُهُ حَتفَهْ
وَالحَقُّ يَعُودُ بِلَا مَنٍّ
وَاللهُ يَمُدُّ لَنَا كَنَفَهْ
هُوَ كَنَفُ اللهُ فَهَلْ نَخشَى
طُغيَانَ الظَّالِمِ أَوْ عَسْفَهْ