الـعرَّافـة

المينا علي حسن | العراق

 

لا أسمح لأمّي قراءة فنجاني 

حتى لا يُطبعُ قلبي بالفنجان وتقرأه 

لا أسمح للعرافة قراءة كف يدي 

حتى لا تكشف حروف اسمك الأربعة 

لا أستطيع نكران صوتك في أُذني 

لا أستطيع نفض ذكرياتك من السيمفونية والأغانِي 

لا أستطيع نكرانك حتى وإن طالت رحلة غيابُك 

تسيرُ في بريق مقلتي كلما أردت بكائك أتراجعُ 

أرى وجهك في السماء وفي البحيرة كنسر

تشبه السذج الذين يمرون على الأشياء سريعاً 

تشبه المصابيح المعتوهة في آخر البلدة

تشبه الشال الذي يغتنم الفرصة ليغفو 

على عُريَّ نهدي أنثى شهية 

تشبه الأغنيات العتيقة 

التي أسخر منها في راديو أُمّي 

وأنا تشبه اراجيح الأطفال في العيد 

لا تعانق يدي 

حتى تنزلق حُمرة الجوري 

حتى تعود الدمعة للأجفانِ 

أنتَ رَجُلٌ تنام معك الذنوب 

لتستيقظ في الصباح شاعرا 

لو كان جزؤك العاصي بطهري 

لوضعتك ياقوتاً على عرشي 

تنبؤني العرافة بِرَجُلٌ تشتهيه 

جميع النساء 

وهوَ يشتهيهنَّ لكتابة قصيدةٍ 

ويعاملهُنَّ كنصِ تراجيدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى