تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّه

شادية الشافعي | السعودية

 

بأبي أنت و أمي يا رسول الله، دونك عرضي وولدي و مالي، التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك يا رسول الله.

أعدنا لقلوبٍ تفرغت للصلاة، لجباهٍ مختومة بالعزة والتقوى، لأكف تشهد وتهلل، متمسكة بالعروة الوثقى و مهندات الكرامة و الإباء.

خذني لدماءٍ تفرغت للبياض، لمعراج النور والهداية، لميادين البطولة والعزة والنخوة والكرامة، لسماحةٍ ثائرةٍ، على الزيف والقمع والبهتان، لزمن الطيبة والشرف والمعالي بفخرٍ مبين و طمأنينة صلاة.

سامحنا… تحاسدنا و تخاصمنا، باع بعضنا بعضا وظلمنا أنفسنا، أشداء على المؤمنين رحماء بالكافرين، والتقوى ما باتت هاهنا.. مباح ٌ دمنا وعرضنا ومالنا.. دخلنا جحر الضب وبتنا غثاء كزبد البحر. 

رأينا الحق و كرهناه، عانقنا الضلال واستحسنا الباطل؛ فكيف ستهدأ روعاتنا؟ وزبانية العهر والخسة والدناءة يتطالون عليك يا رحمة الإنسانية ومن أنار الكون بسماحته.

حبيبي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تركتنا على المحجة البيضاء، فلوثناها بالتقاعص والتباغض، لانعرف ليلنا من نهارنا، والرجيم شاغلنا بخسة، باتت البغيضة أكبر همنا؛ فقلنا اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الدنيا حسنة، وفي الدنيا حسنة، وما تفقهنا في ديننا..لم نحفظ الله فاغتالونا من كل صوب وضاقت بنا السكينة بما رحبت.

أبا القاسم يا خير من حمد و شكر.. أيها الماحي للضلال والعصيان، أيها الحاشر والعاقب: قبائل الزيف هتكوا نسج العنكبوت، دنسوا مغارات الخشوع، و نحروا  حمام الألفة؛ فكيف لا نخاف؟

و لا صديق ٌ ولا خطاب وقبر الوليد يئن تحت خطى الطغيان، أشرق الظلم والصلاح اغترب.. سجدوا لأبي لهبٍ.. و قبلوا كف حمالة الحطب.

سألوح للنقاء

فهذا الغروب لا يعنيني

أفترش حنايا التقوى

الطهر سيعود لعرينه

أباغت قحط الهمم بربيع الغفران

بلا انفلات ٍ..بلا عبرات ٍ مؤجلة

أتنفس الدنيا

من حيث أمقتها

خارطة الرضا تُفتح بإتباع سنتك

تحرر القلب بسجود ٍ طاعن ٍ في الندم

حبك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

يطهر خفقاتي ..و سأنجو به..

 لأكون جديرا ً بشربةٍ من كفك..

°نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ مُحَمَّداً 

عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ 

بِحَيٍّ حَريدٍ أَصلُهُ وَذِمارُهُ 

بِجابِيَةِ الجَولانِ وَسطَ الأَعاجِمِ 

نَصَرناهُ لَمّا حَلَّ وَسطَ رِحالِنا

 بِأَسيافِنا مِن كُلِّ باغٍ وَظالِمِ 

جَعَلنا بَنينا دونَهُ وَبَناتِنا 

وَطِبنا لَهُ نَفساً بِفَيءِ المَغانِمِ

وَنَحنُ وَلَدنا مِن قُرَيشٍ عَظيمَها 

وَلَدنا نَبِيَّ الخَيرِ مِن آلِ هاشِمِ

 لَنا المُلكُ في الإِشراكِ وَالسَبقُ في الهُدى

 وَنَصرُ النَبِيِّ وَاِبتِناءُ المَكارِمِ

 (°) شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه.. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى