الغريق يبقى جسدا

لالة فوز أحمد الفيلالي | المغرب

 

كلما جرجرني الزمان
إلى مقامه الرفيع
تغير وجهي مثل شجرة
اغتصبها الخريف عنوة
أتحسس جسدي
حين ياتي الصوت من الجهة البعيدة
صوته يُفرع حلمي
حتى إنني أدمنتُ كوابيسه
يدي تكتشف ببداهتها
خندقا ضيقا
خندقا تموت النشوة الغابرة
والعابرة فيه
حيث يستعل العشب الأسود.
وينسل مثل حية تسعى .
ها إني أصبح مثل سماء خفيضة
لكنها فسيحة
اصبح مثل طفل يجمع ذخيرة غير حية
لكنها قاتلة
يا للعجب !!
أي صوت هذ الذي غير مضجعي
غير ملامحي
يصيبني بقشعريرة هوجاء
لكني أحتاج هذا الصوت
ليجفف مطر الوحشة
وينفض الغبار عن سريري الجائع .
تتسع الأحلام
في الصيف
أما الفصول فسراب خادع
ثمة وجد يشرئب بداخلي
مشكلا موالا بدويا
يطوي صحراء الربع الخالي
بداخلي
يا لهذا الصوت القادم من خلف
زجاج الهاتف الجوال
نهر من الرغبة الجامحة
نهر يدعوني إلى الغرق
وهو يردد من بعيد
الغريق يبقى جسدا !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى