استغاثة أخيرة

خالد جمعة | فلسطين

قد يجرحُ السكينُ قافيةً جرحَتْ قافيةً جرحتْ روحاً

وتتبعُها ابتساماتٌ خبيثةٌ وراء باب قاعةٍ لا يدخلها أحد

يمسحون أيديهم بالذهب المكدّس في خزائن السياسة

ويقولون: للغزالات حقٌّ في سيقانٍ سريعةٍ

وللنمور حقٌّ في أن لا تموت جوعاً

وبين الموقفين، يقفُ الإيمانُ حائراً

يا خالتي المصابةُ بالنسيان، هل تذكرين متى بدأ نسيانك؟

كلّنا كنّا هناك ساعتها، ونسينا نحن أيضاً

لم نكن مرضى، هكذا ظننا

وقفنا مراهنين على الكتاب أن يقيم الحدود وحده

حتى صرخ الكتابُ: أنا الكلمات التي عليكم أن تفعلوها

لا أن ترددوها

ثم احترق في نفَسِهِ الأخير

تاركاً غلافه على مصطبة السياسة

يا خالتي المصابة بالنسيان:

كل هذا العالم أمام بيتك

يتسول ابتسامةً قرأ عنها في كتب المستشرقين

يحاول أن يعدّل مسار الغيم

أو ينشد قليلا من الصلوات بلغة الصمت العادية

لكن بحر الدم واسع

شربه ليس طريقة مثلى كي يزول

ولا تغطيته بالرمل ستنفعُ

على نبعه من أصوله أن يجف

لتعود ابتسامتك إلى الوجود

يا خالتي الأرض: نشتاق لما انقرض من الكائنات

وما انقرض من مآثر الخلق

كنا نكبرُ وننظر في مرايانا

فلا نجدنا

والآن، لا نجد المرايا كذلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى