من رموز العلم والعطاء: المستشار محمد عبد المجيد عويس

سعيد ثابت | مصر – سوهاج

رحمه الله وجعل الجنة مثواه والفردوس الأعلى سكناه!!

للهِ درُّكَ..! إنّ في فؤادك رقةٌ

لكن على الحق المبين ثباتٌ

ΠΠΠ

لم تخشى إلا الله- جلَّ جلالُهُ –

فلأَنتَ فيك من الصِّحاب صفاتٌ

ΠΠΠ

إنْ غاب شخصُك في الدنا عن أعينٍ

ولها بحبّك..فاللقا جنَّات.

لكلِّ عالمٍ سِمَاتُه الخاصة، وميزاته الفريدة، وشمائله الكريمة-ولكن لهذا العالم المبارك الربَّاني معالي المستشار فضيلة الشيخ/ محمد عويس – رحمه الله – انطباعٌ خاصٌ في مخيلتي وأناصغير – بل ربمافي مخيلة الكثيرين:

وقارٌ يكسوه تواضع.. هيبةٌ مشوبةٌ بأُنسٍ.. واتزانٌ يخامرُه انبساط وسرور.. قلب مفعمٌ بالسعادة.. ومحيّا تزينه أنوارُ الإيمان، ونفسٌ مطمئنة ذاكرةٌ لربها.. سائرة على درب حبيبها.. تعشقُ قيمَ الإسلام وتغارُ عند هدمها- بل وتزلزلُ الدنا إذا ما تطاول على دينها الأقزام.

فياليت شعري هل نجدنَّ مثيلك للزَود في هذا الزمان عن حبيبك خير الأنام حيث تنتهك الحرمات ويتطاول الأقزام؟

فلقد سلك شيخنا – رحمه الله- مسارا لم يحِد عنه طِيلة حياته فكان دوما يذبّ عن حياض الدين، ويجاهر بصوت الحق ويصدع به في كل زمان وحين؛ فلا يخاف لومة لائم ولايهاب محكوما أوحاكم.. فلديه رِباطة جأش، وثبات عند الشدائد.. كنا نهرول لسماع خطبه الرنّانة وكأنما تطوى لنا الأرض طيّا لنختطف مكانا بالمسجد المزدحم بمحبيه حيث أقبلوا من كل حدب وصوب لسماعه؛ فكم جعل للمنابر هِزةً وهو يصول ويجول ثائرا من أجل إعلاء كلمة الحق والدين.

فما أجمل أيامَك! وما أعذب ذكرياتِك!! فهو طاووس علماء زمانه، وتاج المحبين بعشقه وإيمانه؛ فهو العالم الورع، التقي، النقي، العالم بالفقه وأحكام الدين، الحاكم بالعدل في كل قضايا الدين، ذو قلبٍ رحيم وعقل مستنير؛ فكان محققا ثبتا، محبا لدينه ووطنه صوّاما قوَّاما مكثرا من صدقات الخفاء، كثير الذِّكر لربه صباحا مساء، لم يغيره منصبٌ ولاجاه، ولم يتسلل العُجب إلى قلبه ولا الرياء.

من رآه هابه، ومن لازمه أحبه، فهو طَلْقُ الوجه، سَهْلُ المطلع، كريمُ المأخذ، يحبُّ مخالطةَ الصالحين، ويتواضعُ للفقراء والمساكين، شَرُفَت به المحافل، وسَعدَت ببلاغته الجحافل، فهو قيمة وقامة، يعجز قلمي المتواضع أن يسرد كلَّ خصاله ولكنها نبذة سريعة عن نضاله تعيدنا لزمن العظماء الجميل؛ حيث تربَّع على عرشه عالمُنا الجليل فذاعَ صيتُه، وسُجِّلت أحاديثُه، وشعَّ في الآفاق سراجُ علمه الوهَّاج، فكان ملأ السمع والبصر في طهطا وأنحاء سوهاج:

ذكراكمُ في القلب منارٌ 

تتلاشى برؤاه الظُّلَمُ..

أكرمكم المولى برضاه

وسرى في العالم ذكركمُ…

فالله رحمَكمُ..

 وأعلى في العالمين ذكرَكمُ..

وأجزلَ عن الإسلام والمسلمين مثوبتكم!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى