أَوَتَذكُرين!

نائلة أبو طاحون | فلسطين

أوَتذكُرين صغيرَتي
تلكَ اللّيالي الموحِشَةْ
أنَّاتِ قلبي في دَياجيرِ الظَّلامِ
وشِقوَتي..
ﻻ شيءَ يُؤنِسُ وَحْدَتي
إلّاكِ أنتِ حَبيبَتي
كنتِ الضّياءَ
وفجرُ أيّامي العَليلةْ
أرَجُ الزُّهورِ
وَشَدْوُ أطيارِ الخَميلَةْ
تَتَنقَّلينَ حَبيبَتي
ما بَينَ فِكري وَالفُؤادِ
وَزَهْوُ أحلامي الجَميلَةْ
///
أحَبِيبَتي..
أوَتَذكُرين حَديثَنا
عن ذلكَ القلبِ الحَنونْ
تَتَساءَلينَ
وعَنهُ دَوماً تَبْحَثينْ..
وَيَضِجُّ في صَدري الحَنينُ
يَضِجُّ في قَلبي الأنينْ
يَمضي السُّـؤالُ مُعاتِبًا
وَصَدى الإجابَةِ حائِرٌ..
مُتَرَدّدٌ
في مُهجَتي..
وَمَنابِتِ الدَّمعِ الهَتونْ
///
ماكُنتِ حَتماً يا حَبيبَةُ تُـدرِكينْ
ما حَجمُ آﻻمِ الحَياةْ
وَبِأنَّ في دُنيا الحَقيقَةِ
ألفَ ظُلمٍ لِلجُناةْ
ذُلُّ الحَياةِ وَبُـؤسُها
ثِقَلُ القُيودِ
وَعَتمَةُ السِّجنِ اللَعينْ
أو كَيفَ يُقتادُ الأشاوِسُ لِلسُّجونْ
وَضَراوَةُ الجُندِ المَقيتَةُ
في زَنازينِ المَـنونْ
وَيَرِنُّ فى الجَسَدِ المُهَتَّكِ
عَزفُ جَلّادٍ مَهينْ
لكِنَّ نَزفَ الرُّوحِ يَرفُضُ
أن يُسَاوِمَ أو يَلينْ
مَهمَا ادلَهَمَّ اللَّيلُ
يَبقى.. عالِياً مِنهُ الجَبينْ
///
ما كُنتِ حَتماً يا صَغيرَةُ تَعرِفينْ
غزوَ الفؤادِ بكلِّ أطيافِ الحَنينْ
أو كَيفَ تَـقتَـِلعُ المَآسِي
مَـنْبَـتَ الفَرَحِ المَـكِينْ
إذ كُنتِ يا عُصفورَتي
في حينِها
تَـَـتنَـقَّلينَ
وَفي رِياضِي تَمرَحينْ
بَينَ الحَشا
وَمَرافِئ القَلبِ الحَزينْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى