وقفة في حضرة الجبّار

تيسير الشماسين|الأردن

هَـبْ لِـيْ إِلٰهَ الـكَونِ مـا أَخَـذَ الأَسَـى
مِــنِّــيْ، وَهَبْ لِـيْ لِـلـرَّخَـا أَسـبَـابـا

مــا عُـدتُّ أَرجـو غـيرَ عَـطفِكَ خـالِقي
أَو أَطـــرُقَــنَّ لِــغَــيـرِ جـاهِــكَ بَــابــا

فَــرَّ الـجَـميعُ و لَــمْ يَـعُدْ حَـولِي الَّـذي
قَـــدْ يُـرتَـجَى ، بَـعـد الـرَّجَـا مــا خَـابـا

ما لِـيْ سِـوَاكَ إِذا دَعَـوتُ و لَـيسَ لِـيْ
مَـنْ أَشْـتَـكيْ جُـرحِـيْ ولا الأَوْصَـابـا

مــا لِــيْ سِـواكَ و قَــدْ تَـقَـزَّمَ كُـلُّ مَـنْ
كــانـوا عــلـى مَــرِّ الـسِّـنـينِ صِـحَـابـا

ما لِــيْ سِــواكَ و مــا لِـغَـيرِكَ يَـنـبَريْ
حُـبٌّ و لا كانَ «الــهَــوَى غَــلَّابــا»

لـو كُـلُّ مَنْ في الأَرضِ قَد صَدَقوا فَما
عُـدتُّ الَّذي يَـسـتَـوعِبُ الأَحـبَـابـا

كَـذَبـوا؛ و قَـلـبيْ رُغْــمَ مــا فَـعَلوا بِـهِ
مــا كـانَ يَـــومــاً حُـــبُّــهُ كَــذَّابــا

كُلُّ الَّــذيــن تَــقَـرَّبـوا مِــنَّــي فَــقَـدْ
صَـاروا عَــلَــيَّ جَـمـيـعُـهُمْ أَغرَابــا

كُـــلُّ الَّـذيـنَ رَقَـصـتُ فــي أَفـرَاحِـهِمْ
رَقَـصـوا عـلـى جُـرحي الَّـذي مـا طَـابا

أَوهَـمتُ نـفـسـي بـالـوَفَـا فَـوَجَـدتُّـهُ
مِنْ بَــعـدِ ما مَـــرُّوا عَـلـيـهِ سَـرَابَـا

قَـــدْ أَدهَـشـوا بَـصَـري بِـشُـعِّ بَـريـقِهِمْ
والـيَــومَ كُـــلُّ جَـلـيـدِهِمْ قَـــدْ ذَابـــا

ما بـانَ مِـنْـهُـمْ مَــنْ يُـشَـكّّلُ قِـيـمَةّ
أو مَنْ بِــهِـمْ مَــنْ يَـسْـتَحِقُّ عِـتَـابا ..

يـا أَيُّــهـا الخَـلَّاقُ ما عَـــزَّ الــرَّجَـا
أَبَداً عَـلَـيـكَ، و مـا جَـحَـدتَّ ثَـوابـا

كَـلّا و لا تَـخـفَـى عَلـيـكَ صَـغـيـرَةُ
و عَـلَـيـكَ ما حَذِرَ الـكَـبـيرُ حِـجَـابا

لو كُلُّ عَــدلِ الـعـالَمينَ أُتـيـحَ لي
مِنْ بَـعـدِ عَدلِـكَ لا أُريدُ حِـسَـابـا

أَنتَ الَّــذي أَوجَدتَّـني و هَلِ الَّــذي
خَلَقَ الوَرَى لا يَــعلَـمُ الآرابــا؟!

هَلْ مَنْ يَرَى ما تَأخُذُ الأَنفاسُ مِمـ[مِمَّا]
ـمَـــا لا يُـرى لا يَـنظُـرَنَّ مُـصَـابـا؟!

هَـلْ مَـنْ يَرَى ما في الوَرَى عِندَ الوَرَى
أَعَلَـيـهِ يـخـفَـى ما أَتَـى أَو آبَـا؟!

حــاشَـاكَ رَبِّيْ؛ أَنـتَ أَعـلَـمُ بِـالَّـذي
خَــلـفَ الـصُّـدورِ و مــا بِـهـا قَــد رَابــا

فَـالـعِلمُ عِـنَـدكَ مُـطـلَقٌ و عَنِ الوَرَى
ما أَنتَ تَـعـلَـمُ؛ سِـرُّهُ قَد غَــابـا

كُلُّ الَّذي عِــنــدَ الـخَـلـيقَةِ زائِـــلٌ
والخَيـرُ عِــنــدَك لا يَــقِــلُّ نِــصَـابَـا

سَـبْـحَـانَـكَ اللّٰهُـمَّ ما مِـنْ حِـكـمَـةٍ
أَوجَـدتَّ إِلًَا و ابــتَــدَعـتَ جَـــوابــا

سُـبـحـانَـكَ الــلّٰهُــمَّ يا مَنْ سِـــرُّهُ
في خَــلْـقِـهِ قَـدْ أَعــجَــزَ الأَلـبَـابـا

يـا رَبُّ ما أَنتَ الـبَـعيدُ عـلـى الـعِـبا
دِ وأنَــتَ أَقــرَبُ مَــنْ يُـجـيبُ خِـطَـابا

إنَّـي بِـجـاهِـكَ يـا إِلٰهـــي فَـابْـتَـدِعْ
لي دائِمـاً مِـــنْ فَـضـلِكَ الأَسَـبَـابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى