الصناعة التي غيرت مجرى التاريخ (صناعة الحديد)

د. خالد عبدالله الحوري

قال الله تعالى (وأنزلنا الحديد في بأس شديد ومنافع للناس).
وحكى سبحانه وتعالى في قصة تمكين ذي القرنين في الأرض وهو من الملوك الذين حكموا كل الكرة الأرضية أنه كان يملك العلم والقدرة والمادة لصناعة حديدية عملاقة ليبني بصهارة الحديد سدا كاملا يعد الأوحد من نوعه في التاريخ فقال(ءآتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا).
وقال الله عن داوود عليه السلام أن من أسباب سيادته للأرض أن الله أعطاه القدرة على تشكيل الحديد (وألنا له الحديد ).

إن المدقق في التنافس الحضاري في التاريخ يلحظ الحركة الدؤوبة والتنافس الواضح في سيطرة الدول العظمى على استخراج الحديد وتعليم علوم تشكيله ودمجه مع بقية العناصر وتطويعه للأغراض الصناعية المتنوعة.

فناطحات السحاب وكل مصانع السيارات بكل أنواعها وخدماتها والمحركات لكل الأجهزة وصناعة الطائرات والسفن والأسلحة والمصانع المسؤولة عن كل الصناعات في العالم مكونة من مادة الحديد وبدون هذه المادة وعلم تشكيل الحديد وتطويعه للنهضة لا يمكن أن تنهض الأمم أبدا.

وقد اتخذ علم صناعة الحديد وتشكيله البعد الأكبر في الانتشار بين علوم هذا العصر وقامت بناء عليه التجارب العلمية المختلفة كما اتخذت هذه الصناعة البعد الأكثر دقة وتخصصية واحترافية ويتم إعداد العاملين في هذا المجال في أكبر الجامعات وبأفضل الخبرات.

استشراف المستقبل

ومن أجل نهضة عالمية لا بد من البدأ في استخراج الحديد بكميات كافيه وتنقيته وإقامة المصانع العملاقة به وإيجاد التخصصات العلمية الدقيقة في هذا المجال.

من أجل مستقبل مشرق سوف ننشأ (جامعة الصناعات الحديدية والمعادن) بأعرق التخصصات العلمية الدقيقة وكليات علمية احترافية وسنأتي بأمهر مدرسي العالم في مجالات تطويع الحديد لصناعة النهضة وسنبني المعامل التخصصية العملاقة لتدريب الطلاب .

سوف ننشأ كلية لدراسات وإدارة وتشغيل مختبرات الحديد وكلية للتنقيب عن الحديد وكلية لتصفية الحديد وكلية لتدوير الحديد وكلية لصناعة مصانع الحديد المختلفة.

كلية لصناعة الطائرات وأخرى لصناعة السيارات وأخرى لصناعة المحركات وأخرى لصناعة السفن المدنية وأخرى للحربية كلية لصناعة الجوالات وأخرى لصناعة الريبورتات وأخرى لصناعة أدوات وآلات الطب و أخرى للأدوات العلمية وأخرى لصناعة آلات وأدوات الزراعة وأخرى لصناعة القطارات وسكك الحديد وأخرى لصناعة السفن الفضائية وأخرى لصناعات الحديد في أعمال البناء وتشكيله.

سوف نبدأ أعمالنا من حيث انتهى العالم اليوم وسنستفيد من كل تحارب العالم ومكتشفاته في الاستفادة من الصناعات الحديدية وسنشتري أحدث تكنلوجيا الحديد.
سوف نقيم أضخم مكتبة في العالم تختص بالصناعات الحديدية والمعادن وسنترجم كل كتب العالم في المجال إلى اللغة العربية بإذن الله تعالى.

سوف نقيم بنك الحديد والمعادن ..عمله الأساسي تمويل إقامة مصانع الحديد العملاقة واستيعاب كل مخرجات جامعة الحديد والمعادن وستكون استثمارات هذا البنك هي الاستثمارات الأكبر على الإطلاق والأكثر ربحية.

وسيساهم في إنشاء هذا البنك والجامعة كل دول مجلس التعاون الإسلامي وستفتح أسهم استثمارية للشعوب المتعطشة للنهضة وسيسهم رأس المال العالمي الراغب في الأرباح في تمويل تلك المشاريع والمصانع العملاقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى