حان وقت الرحيل

علي موللا نعسان | سوريا – النرويج

حانَ وقتُ وقت الرحيلْ
إذْ طالَ الانتظارْ
دونَ جدوى هدفْ
أوْ فحوى لَهَفْ
أو دونَ آمالٍ تُجَلُّ أَو تُذْكَرْ

أوْ دونَ قلبٍ يَنْبُضْ
بالوجدِ المدّثّرْ
بالفرجِ المقبلْ
بالصَّبْرِ المُخْتلْ
في ثنايا الوعدِ المتبخترْ

عزلةٌ تَمْضي و تَجْثو
على شغافِ المرتجى
ما بين فكرٍ حائر ْ
و قلبٍ متلهفْ
في خِضمِّ الغيمِ المُتَعَثِّرْ

فألٌ يستولي على الرمسْ
و شُؤْمٌ يُرَقِّنُ جُنْحَ الظلامْ
و عزمٌ يحاولُ أن يطالَ
أعنانَ المستحيلْ
في عبابِ الكونِ المتوترْ

دمعُ الورى يخالِجُهُ
دَوِيُّ صمتٍ قادمْ
و رحيلُ حزنٍ مضطربْ
منْ هولِ المأساة
على أنينِ القلبِ المنفطرْ

ترابُ الشوقِ يتولَّى
و سفحُ العشقِ يتلوّّى
من كبرياءِ السُّحُبْ
و ارتيابِ المجهولْ
على من باتَ فكرهُ يستتِرْ

قلبٌ تأسرُهُ لواعجٌ
و وجدٌ يحميهِ واعظْ
و عقلٌ يتوهْ
في أصداءِ ليلٍ دامسْ
باحثاً عنْ شعاعِ ضوءِ القمَرْ

جموحُ الفكرِ يتجلَّى
و رعدُ الحلمِ يتخلَّى
عن سماءِ غيثٍ يرجو ها
و عن قلادةِ فخرٍ يأملها
في مناقبِ رفدِ الفوزِ المكفهِرْ

ظلالُ البراري تتمشى
على أنغام طيورِ النورسْ
بعصبة من الشياطين
و قبضة الملائكةِ البررة
و حفيفٌ تصدرُهُ فساتينُ الشجرْ

أناملُ الضميرِ تعزفْ
على سنابكِ الزمنْ
و دربُ الحقِّ المعنَّى
يتراقصُ أمام فلذاتِ الكبدْ
على آهاتِ النايِّ و صدى الوترْ

و عبرَ ألسنةِ اليراعِ
و فاهِ المحابرْ
تسبحُ الكلماتُ في مياهِ النزاهةِ
منذرةً عنْ صحوةِ العقلْ
من صولةِ النيرانِ و الذخائرْ

دروبُ الحلِّ شَتَّى
و أسئلة تتحدَّى
أقانيمَ السلامِ الدفينْ
و براغيثُ الجوادِ العليلْ
تتكاثرُ على ركامِ المقابرْ

عبقُ الذِّكْرى يُصَعِّر خدَّهُ
للآهاتِ و للشوقِ المكينْ
و زندُ العبابِ المقوَّى
يَرعسُ حظوةَ الإرادة
عبر دروبِ الأملِ المنتظرْ

سلالمُ الأماني تطلْ
على حاكورةِ العدلِ التائهة
وسط زنابقِ الحيرةِ اللاهثة
و الضغينةُ الخرقاءُ
تشحذُ سكينَ البغضِ المُسْتَعِرْ

تجوسُ السفنُ كلَّ الموانىءْ
و كلَّ زخةِ مطرٍ قادمة
على ترابِ البلادْ
في زحمة الرمادْ
وسط كوارثِ الرُّعبِ المتبخترْ

أشلاءِ الصراعْ
تبحثُ عنْ أمتعةِ الخيولْ
على متونِ المستحيلْ
و الفكر الضائعْ
يخرمُ تخومِ الجبلِ الأخضَرْ

شبحُ الكورونا يصولْ
بين فرسانِ البشرْ
في شتَّى القِفارْ
بعنفوانِ الكبرياءْ
و سلطةِ الوباءِ في طامةِ البيدرْ

و حضنُ الأمهاتِ الثكالى
يترفَّعُ عَنْ ايواءِ اليتامى
و العجزةُ المسنِّينْ
يتوهونَ وسطَ براثنِ الحتفْ
و العينُ يمتزجُ دمعها بالحذرْ

رداءُ العقلِ يلثمُ الشَّغَفْ
و وحي الوجدِ يسعفُ الشَّظفْ
سهام لحظ ترزحُ بما رأتْ
و نكباتٌ لا تعي بلوغَ المنى
و صِرْفُ المَذاقِ يلعقُ الصَّبْرْ

على صهوةِ الخيلِ يجفو المرضْ
و الألمُ المجنونُ يغفو
مشفقاً على من هدَّهُ التَّعَبْ
و وعدٌ أذهلتهُ عناقيدُ الفرجْ
في فوضى شهابِ الفكرِ المنتظرٌ

Oslo 10-11-2020
Ali Molla Nasan

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى