فقط لَوْ كُنْتِ لي امْرَأَةً! و حبيبةٌ في كلّ أرضِ الله

فراس حج محمد | فلسطين المحتلة

1- حبيبةٌ في كلّ أرضِ الله

في كلّ أرض اللهِ لي امرأةٌ حبيبةْ

في المدنِ العتيقة والجديدةْ

من أقصى الشمالِ إلى الجنوبْ

سمراواتٌ، حنطيّاتٌ، بيضاواتٌ، شقراواتْ

قصيراتٌ، طويلاتٌ

نحيلاتٌ، وممتلئاتْ

شاعراتٌ، كاتباتٌ، راسماتٌ، قارئاتٌ

بعضهنَّ مميّزاتْ

وغيرُهنّ كغيرهنّْ

متواضعاتْ

 

في أرض الشمال قرب (ابن عامرَ) لي حبيبةْ

وفي حيفا، وفي يافا، وفي عكّا حبيبةْ

وفي نابلْسَ سرّ حكاية أخرى حبيبةْ

وفي الأغوارِ، قلبِ الأرض، والملكوتِ امرأةٌ ترعى بنبض فؤادها قلبي

وأسمع صمتها المسكون في وَلَهِ الحبيبةْ

 

وفي لبنانَ لي أخرى لها فيروزُ، مدّ البحرِ، شجرةُ أرزْ

وبيروتُ النديّةُ والبهيّةْ

وتاريخٌ من الشِّعْر الطّويلِ

وأكتافٌ تزاحم نفسها في العُلْوِ

روايةً اللهِ الجميلة في حكايتنا الطويلةْ

 

وفي مصرَ نيلٌ وأهرامٌ و”امرأةُ الضَّوْءِ” الغريقة في زُهَيْرات الحديقةْ

وحبيبةٌ من تونسَ الخضراءِ لي شبقُ الصّباحِ على صباح أسطورةْ

ولي بجزائرِ الأحرارِ شعرٌ وسهرةُ حبٍّ وعذراء العذارى

وفي الأردنِّ “أرضِ العزمِ” أكثرُ من حبيبةْ

وغرامُ قلبٍ جامعٍ عمانَ، والزرقاءَ، موجَ العقبةْ

 

وفي (الفيسبوكِّ) في الصُّوَر الكبيرةِ والصغيرةْ

والصوتِ و(المسجاتْ)

لي حبيباتٌ وعطرٌ باذخٌ وعناقُ قُبْلةْ

وألوانُ الربيعِ، دفءُ الحلمِ، طعمُ المرّة الأولى، وفرْحُ اللَّذة الحلوةْ

 

وفي باريسَ، أمريكا

وفي الصّينِ البعيدةِ لي حبيبةْ

في كلّ أرض اللهِ

لي ظلٌّ ظليلٌ شاسعٌ

ولي ضَوْءٌ

حكاياتٌ من النّسرينْ

وُضُوءٌ وصلاةٌ ومحرابُ قصيدةْ

 

وهنا بالضبطِ هذا الوقتِ لي امرأةٌ

هيَ كلّ ما في الكونِ من ألقِ الحياةِ

على الحياةِ مدى الحياةِ امرأةٌ حبيبةْ

 

 

2 ـ فقط لَوْ كُنْتِ لي امْرَأَةً!

 

لو كنتِ لي امرأةً من ياسمينْ

لزرعتُني بين نرجستيْكِ خطوةً تعلو

على شجنٍ وطينْ

أرتوي من فَيْء ظلّكِ

أستبيحُ الشّعرَ والشّعراءَ

أسرقهم على مرأىً من الجمهورِ

دون أن أخشى انتقاد “البنيويّة” في اعتلالات “التّناصْ”

وأنواع التّأثّر المخفيّ بين ضلوعِ أغنيتي

 

لو كنتِ لي امرأةً

تمسَحُ عن شفتي ما تبقّى من طعامٍ

بمنديل على مائدة في المطعمْ

تجزّئ لي رغيف الخبزِ

وتقول عنّي: “طفلها الّذي لا يكبرُ مهما امتدّ فيه العمرْ”

لنزعتُ أشواكي

وصرتُ معتدلاً في نظرتي نحو السّماء

 

لو كنتِ لي امرأة تحرسني من البرد الشّديد

كلّما اجتاحتنيَ الآلامُ والحمّى

لعرفتُ أنّك كنتِ بداخلي نوراً ودفقةَ حبٍّ سرمديّةْ

ملاكاً لا ينامْ

ولحظةً أبديّةْ

 

لو كنتِ لي امرأة بعينينِ وقلبٍ واحدٍ

ويدينِ ناعمتينْ

أدركتُ أنّ لي معنىً بعيداً

عن صفة العاشق المهزومِ بالأفكارْ

بازدحام الأصدقاء على باب اللّغةْ

 

لو كنتِ لي امرأةً

تَغْسِلُني على مهلٍ كلمّا انتصبتُ تحت الماءْ

وامتزجتْ مياهي مع مياهكْ

أيقنتُ ساعتئذْ

أنّ أحلامي حقيقيّة

وأنّ ما يتمّ ليليّا في ذاك الفراشْ

لم يكن مجرّد رؤيا

 

لو كنتِ لي امرأةً

مثل كلّ قصيدةٍ مكتوبة بالياسمينِ

فيءِ الأغنياتِ النّرجسيّةْ

لعرفتُ أَنّي شاعرٌ

وأنّكِ شاعرةٌ ووحيْ

وحياتي الفلسفيّةْ

فقطْ لوْ كنتِ لي امرأةً!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى