أنا الحفرة المظلمة للأبد!

د. أحمد جمعة | مصر

الحياة لا كفات ميزان عادل لها، والسفن دائما ما تخذلها الريح، ولطالما كانت الأيام قيح العمر النازف من أرواحنا، نحن المعذبون بالحياة.

كل الوعود التي ختمت بالحب، كانت زائفة، ولا أحد يستحق دقة واحدة من القلب البريء الذي تشرب الخذلان، فدائما كانت ضربة الحب قاسية، تفلق النبضات وتغلق أبواب الأمل.

القوة ليست في اليدين، ليست في الكلمة، ليست في الفعل الذي أردناه وأردنا من ورائه، ليست في الشيء الذي يفتح أو يغلق الأشياء سواه، لكنها الروح التي تملكت وسطت على كينون الجسد، وختمت بما احتوته من هيمنة على رسائل الإرادة.

يؤسفني ويفزعني أن تكون لك طفلة منّي؛ صلة حية نابضة تذكرك بما عانيته معي من عذابات وآلام لا تعرف الشفقة، لا باب لها، يفزعني أن أكون كابوسك اللا منتهي، أن أموت تاركا ورائي سجلا حافلا من البؤس بين يديك.

آسف لأني اقتحمت حياتك، وحاصرتها بالمنغصات، آسف لأني سمحت لك أن تتسللي بوداعة إلى حياتي، آسف لظهري وظهرك بكل ما فيهما من أنهار قاحلة، آسف للحلم الذي رسمناه وحولته لك إلى كابوس لا ينفك يطاردك،

آسف لكل الوقت الذي قاسيته معي، ورسمت لك فيه ذكرى مرعبة تؤرق صحوك وتطاردك في مناماتك.

وداعا، ليست نفق الخروج، لكنها هروب للعدم،

يؤسف الحب أن أوقعك بي،

أنا الحفرة المظلمة للأبد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى