الليل حالك يا رفاق
الشاعر حسن هزاع لـ(روحه السلام)
عندما أفرغَ جعبتَه للعابرين
جلس على بساطِ الرضا
وطار بنكهةٍ طهور
وجناحاه منتشيان
يا لهذا البهاء !
ماذا لو أفرغَ ما بقلبه من حنين
ما بروحِه من طيورٍ حالماتٍ
بصبحٍ جديد ؟
ماذا لو تكلمَ ، لو أنه أفرغ أوجاعَه
في أغنيةٍ بين قلوبٍ موجوعة
لو أنه ألجمَ فرسَ الخوفِ وصاحَ
لا ؟
ماذا لو أنه لم يوشوشِ الودع
لم يُفتحْ له الكتاب ؟
تحط اليماماتُ على كفيَّ الفارغتين
أيحث عن حباتٍ ، عن بقايا صبرٍ
عن مَخْرجٍ
من يجيبني ؟
أ ليَ مخرجٌ يا رفاق ؟
حزم الأملُ حقائبَه الفارغة
وغادر قلبَ حلميَ الغريبِ
ليس ثمة أقنعة أخرى للمداراة
المزمارُ لم يعد مستورًا ، والأصابعُ عابثة
– لن تجدَ برحم السلةِ غيرَ النفايات
تسألني ذاكرتي مستهجنةً ما أنا عليه
– هل أيقنتَ أن الحلم سردابُ الوهم ؟
– أيقنتُ أن الوهم بستانُ زهورٍ بلاستيكية
و أن الحلم كوةُ شعاعٍ من سراب
و أن جودو العظيمَ لن يجيء
و أني بدائرةٍ أدور
أستأذنكم
لا تبحثوا عني ، لا تسألوا
سأعودُ إلى البحرِ ، لم تعد الأرض
آمنة
ما هذا الحشدُ القادمُ هناك !؟
أكلُّ هؤلاء راحلون ؟
وبحقائبَ
فارغة ! ؟