هل تعلمين

عبير محمد | مصر

هل تعلمين
معنى احتياجي إليك ،
ياحضنيَ الأوّلَ ومدرستي الدّائمةَ !
أنا ارتقيت
بحبّك مدارجَ النّجومِ
وعرجت بلا خوف
على جنات عشقك
بتراتيل نجواي ..
الآن تتركينني رهينةً
لشراسةِ غيابِك
بين الوهم وغيم الخديعة؟..
أعانق الأرقَ ..
أتساقط كأوراق خريفي
في محرابِ الخشوع
أتلو صلاةَ افتقادِك ..
في ذكراك الثانيةِ
وعلى شفاهِ الموجِ ألفُ قصيدةٍ
تترنّم بألحانِ الفجيعةِ بعدما ذُبِح الوفاءُ
والكونُ صار طريق وجع
جبّارًا عصِيًّا ..
يومي قهرٌ وغدي دمعةٌ
أيتها الغائبةُ الحاضرةُ فيّ !
يامن كان الحبُّ مَنبَعَها ،
ضحكتُها صباحاتي
كعصفورةٍ تهدهدني بين راحتيها ..
بدعواتها تحيطني بالنّورِ ..
تحميني من عُهر الفاسدين
ومن قلوبِ الخائنين ..
أمّي !! كم أشتاق إلى أن أطلَّ
على وجهِك الملائكيِّ من فوق بيتنا القديمِ
بي شغف أن أدخل فناءِ قلبِك الواسعِ !!
من بعدك لا وطن لي في ليل الخذلان
وتبعثر طفولتي بين دمعتين
والنّارُ تستعِرُ بخمر اشواقي المعتّقَةِ
في خوابي العُمرِ ..
كم أسكرني غيابُك
الذي يفوح من عبق الأماكِن
التى لم يعدْ لنا مكانٌ فيها ..
بعد غيابِك الأخيرِ في كفنِ المغيبِ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى