قراءة في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني

أمير مخول | فلسطين

تتعرض جماهير شعبنا الفلسطيني الى حملة تيئيس ممنهجة والدفع نحو وعي جديد قائم على انغلاق الافق، وأن الحق الفلسطيني هو حالة قد أكل عليها الدهر وشرب. حملة تقول إنسو الماضي واحصرو أجلام مستقبلكم بقضاياكم اليومية والمعيشية في ظل “السلام الاقتصادي”. بينما يقول لسان حالنا لن ننسى ولن ندع أحدا ينسى. فالماضي ليس مسألة ذاكرة فحسب بل ان الحق يكمن في هذا الماضي المتواصل كما النكبة ذات الحضور المتواصل، والمستقبل يبنى على ارادة الحق.
قبل اسابيع معدودة كان المشهد يبدو أكثر سوداوية سواء على فلسطين أم على العالم، وكان يبدو ان العدوانية الاكثر فظاظة والتي تمثلها ادارة ترامب – نتنياهو هي المهيمنة لدرجة التيئيس ببأنّ بمستطاعها العبث بمصائر الشعوب كما لو كانت مشاعا. يغادر ترامب المشهد وتبقى فلسطين، وهكذا ستنتهي حقبة نتنياهو وتبقى فلسطين، والاهم منهما ستغادر ذات يوم حالة التشتت والضعف الفلسطيني والعربي وتبقى فلسطين بشعبها وبالشعب العربي وبشعوب العالم المناصرة. لا نراهن على الادارة الامريكية ولا على الاسرائيلية، بل على ارادة الشعب الفلسطيني.
في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني دلالة بأن الأفق لا زال أفقا، وأن الشعب الفلسطيني هو شعب كما كل الشعوب لكنه يحظى بتضامن عالمي أكثر من أي شعب. واليوم تنطلق فعاليات التضامن في كافة بقاع العالم بدءا من عالمنا العربي وبالذات وبشكل رمزي ومعنوي من شعب البحرين الذي يرفض اتفاقيات المهانة الاخيرة، وما كان هذا ليتحقق لولا ان القضية الفلسطينية هي قضية حق مسلوب ومنتهك ومستعمَر، ولولا المسيرة المشرقة للشعب الفلسطيني التي لم ولن تتوقف يوما حتى إحقاق الحق بالعودة وتقرير المصير والدولة.
انصار ونصيرات الحرية في العالم يتعاطفون مع الضحايا، لكنهم يتضامنون مع مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، بمفهوم تقاسم الهمّ والمسؤولية والسعي لتغيير السياسات في بلدانهم والسعي لقلب هيمنة القوى العدوانية والاستعمارية. وليس كثيرا علينا ان نطالب انفسنا نحن الفلسطينيين والفلسطينيات بالتضامن مع كل ضحايا الغبن والقهر والاستعمار في العالم.
إزاء الحملة الاسرائيلية الممنهجة والهادفة الى هندسة وعينا واعادة تصميمه بما يخدمها، وتريد من جماهير شعبنا في الداخل ان ننسى قضية فلسطين ونهتم بشؤوننا المحلية، نقول ان القضية الفلسطينية هي ليست قضية الاخرين بل قضيتنا ونعيشها كل يوم نعيش النكبة ونعيش النهب وسلب الارض والهدم والعنصرية وانعكاسات ذلك على واقعنا الاجتماعي، وفي المقابل نعيش الصمود والكفاح الجماهيري وترسيخ البقاء والتطور وتقاسم الهمّ الفلسطيني، لكن الاهم هو اننا نعيش الامل ونواصل المسيرة المشرقة.
رغم حملات التيئيس الخارجي والذاتي فان القضية الفلسطينية لا زالت هي المحور.. وستبقى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى