الأديب بعيون الحاضر والتمرّد

رامي الحاج | الجزائر

لا تزال الجدلية التي تطرح أشكال الأدب وليد الفكر أم أنّ الفكر وليد الأدب لم تنل حقها بعد من المناقشة،بل لم يتم الحسم فيها بطريقة أو بأخرى، ويبقى الخلاف قائما حول خط الانطلاق لكل عمل فكري أو أدبي،أما القائلين بأنّ الكتابة تنطلق من فكرة مُعيّنة، يُعارضهم من يقول أنّها تفاعلات قد هيّأت لها الظروف في كتابتها الموهبة والمعاناة والاستعداد الفطري والنفسي والوعي الحضري الذي نضج في خضمّه المحيط،وكأنّه الرحم الدافع، فتولد النصوص ولادة تلقائية دون اللجوء إلى العملية القيصرية التي تتطلّب الجرّاح الفكري للمراقبة الشديدة في الطرح والعرض.

وإذا كان المفكّر يكتبُ انطلاقا من الماضي بعيون الحاضر إلى المستقبل، و الأديب يكتب بعيون الحاضر للواقع ويتمرّد على كل قديم طالبا التجديد في كل شيء رافضا فكرة إعادة التاريخ لنفسه، فأين يلتقيان؟..ألم يكن الصراع بين الفكر والأدب قد بدأ؟..أليس المفكر دكتاتوري مستبد في عيون كل أديب بتمهيده سبل السلطة وفرضه لنمط معيّن من السلوك يقيّد الحريات؟..كثيرة هي التساؤلات ما دام المفكر يستغل الإنسانية لتجربة أفكاره تموت من أجلها الملايين ليُعيد التاريخ نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى