حقا ليس رثاء

زهير بردى | شاعر عراقي

إلى الراحل الكبير الشاعر إبراهيم الخياط
٠٠٠٠٠٠
أجمل ما فيك
وأنتَ حي
انّك ابراهيم الخيّاط
وكذلكة
فأجمل ما فيك
وأنتَ ميت
أيضا
إنّك إبراهيم الخيّاط
٠٠٠٠٠٠
لستُ في منتهى اليأس
حينَ أقولُ
من سيتفقّدنا
من بعدك
بشكلِ أوبرا؟
٠٠٠٠٠٠
دهشتٌ
وأنا أفكّرُ
كطفلٍ بريء
وبعجبٍ أكتبُ
أنّك هناك في الضريح
وقد متّ
وهنا أنت معنا
وأنت حي
تأكّد أنّك لم تمتْ
٠٠٠٠٠
أنبأني الموتُ
أنّك سوفَ تجيء
بإجازة
لتقولَ لنا
على رأسي
٠٠٠٠٠
لاتكرّر صمتك
اطمئن
أنتَ تقولُ كلّ شيء
ونسمعك
تردّد بحزمةِ ضوء
(بعيني)
٠٠٠٠٠٠
استرحْ قليلا
أعرفُ أنّك هناك
دون جسد
فقد وزعته بالضوءِ
علينا نصّا ًنصّا
٠٠٠٠٠
اعلمْ
انّك دائما معنا
بصيغةِ شعر
وحلاوة ِبرتقال
٠٠٠٠٠٠
يتعجّبُ حارسُ المقبرة
حين ينظرُ في الليل
إلى قبرك
يطمئنّ كثيرا
ويبتسمُ بودٍ
لضوءٍ يراهُ من بعيد
٠٠٠٠٠٠
أعرفُ أنّك لا تطيقُ
الظلامَ وحدك
لكن نعلمك
أنّنا قطفنا
نجوماً من السماء
ونسجنا لكَ منها
زهورَ ضوءٍ
كي لا تذبل
فوقَ كرسيّك الصغير
الى الشرقِ من الفجر
٠٠٠٠٠٠
عمود الأربعاء
يقولً
كنتُ قلّ نظيري
فلماذا قلّ كلامي؟
لماذا لم أتكلّم
بعد صيف ؟
٠٠٠٠
بمناسبةِ الموت
رغم أنّي
لا أطفيء الأنوار
دائما
لذا سأنظرُ إليك
والناي بيدِ الشمس
طازجا ً
يعزفُ قربَ خان
نصوصَ جمهوريّة البرتقال
٠٠٠٠٠
قبلَ أقلّ
من نصفِ قرن
كنت أمسكُ شمعةً
وأزورُ أضرحة
قرب ديالى والشاخة
والغرينُ يسيلُ لذيذاً
ويضيءُ خرز َاشنونا
عن طيبِ خاطر
أخذتُ جرّةً عتيقة
قرأتُ نقشاً للضوء
يطلعُ من حكمةٍ
توقظها يداك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى