دروبُ الهجرِ و الوطنِ
علي موللا نعسان | النرويج
قَضَّ النَّوى كَبِدَ الأحلامِ في الدُّجَنِ
والهَجرُ راحَ يقي الأنفاسَ في المِحَنِ
***
والرُّوحُ هلَّتْ على حقلٍ يجوسُ المُنى
كما وَجيبُ البَرى يَهفو إلى اللَّسَنِ
***
طَلَّتْ صُوى رَشَدٍ تَحْنو إِلى وَطَنٍ
أطلالُهُ قد فنَتْ من سَطْوةِ الحَزَنِ
***
و أرْضُهُ من شَظايا الرَّوْعِ قدْ نَدَهَتْ
قلائدَ الذَّوْدِ في الأصْقاعِ و الجُرُنِ
***
إذْ هاجَها عَوْسَجُ الآلامِ في كَمَدٍ
يغشى رؤى صَحْوَةٍ ترجو سُوى اللَّبَنِ
***
فاستَمرأ العَقْلَ سَعْفٌ جادَهُ وَرَعٌ
فالرَّبُّ أَوْعزَ في سُقْيا إلى المُزُنِ
***
لينهلَ الجوُّ عِطرًا مِن شذا أرَبٍ
يَهدي النُّفوسَ رحيقاً من جنى الزمَنِ
***
فليسَ من حاسَ أهواءً تشي طُنُباً
مثلَ الذي هَجَّهُ مرأى قَذى الشَّجَنِ
***
لَيْسَ الهَيامُ بما في القلبِ مُرْتَكِضُ
إِنَّ الهَيامَ فِداءُ الرُّوحِ للوَطَنِ
***
وإنَّ عَيٌشَ الورى يمضي إلى كَدَرٍ
إن لاكهُ مطلبٌ يعثو معَ الدُّجَنِ
***
فالرَّبُ يُعطي البرى أمناً يعي دعةً
تلوسُ عَزْماً حباهُ القلبُ للبَدَنِ
***
و العقلُ يمضي على أمراسِهِ فَرَجٌ
و الشرُّ يَرْصُدُهُ مَشْتى أذى الوُجُنِ
***
١مَن يدركِ الصَّبْرَ سعياً في جدا أملٍ
يَعِشْ لواعِجَ وعدٍ جاسَ في السُّفُنِ
***
فَغَيْمَةٌ بايَعَتْ زُلفى رؤى سُحُبٍ
تقي منىً حافِلاً من مُرْشِدِ المُزَنِ
***
طيشٌ تَجَلّى عَلى خوضٍ حثى تُرَباً
على مشاهدِ حَرْبٍ في ذُرى العَطَنِ
***
و وعكةٌ خالجتْ آجالَ من عَقَصوا
مسعى حِمى يحتسي من جرعةِ الوهَنِ
***
فالكونُ في رقدةِ الأوجاعِ هاجمهُ
سطوٌ طوى جوهرَ الأفكارِ في العَفَنِ
***
ففي المدائِنِ أمجادٌ حَوَتْ عُصَباً
و في القُرى قفرَ المرعى دُجى الغَبَنِ
***
دروبُ كارِثةٍ تأسو على خَلَلٍ
و فوجُ نصرٍ يُرائيهِ عَرى الفِتَنِ
***
فمنْ يفضْ برداءِ العدلِ في بَلَدٍ
يَنَلْ دروبَ الهدى الساري إلى الحَسَنِ
***
و مَن يَعِشْ في ذرا إحسانهِ شغفاً
يَصِلْ قُطوفَ الجَنى دوماً إلى الوَطَنِ
***
و من يفضْ بعثار الرَّوْعْ في كبدٍ
يَلُسْ سُهادَ النُّهى في كومةِ الإِحَنِ
***
فَدَعْ رزايا حروبٍ لَسْتَ تُدْرِكُها
فالرَّبُ يمحقُها بالصَّبْرِ في المَحَنِ
***
فَإِنْ أرضَ الندَّى في عقرها غمطتْ
شراً دهى الورى نحو جِما السَّنَنِ
***
فَكنُ كريمَ النوايا إن دهاكَ شجاً
فالخيرُ تحملهُ حُسْنى حِسى القَمَنِ
***
و كنْ حليماً على أهوالِ مَهزلةٍ
فالحِلْمُ تغلِفُهُ عُقبى سُوى الجُنَنِ
***
إذا الهُمامُ يرومُ الصَّبر في شِيَمٍ
تشتاقُ مكرمةً تدعو إلى الحُسُنِ