أدب

شاعر

الشاعر | ناهض الخياط
هكذا كل يوم أراه
كقصيدته وادعاً وبسيطا
وحين يجيء إلينا
ويجلس ما بيننا
صامتا ً ، باسما ً مثل عينيه
يُودِعـُنا جسمه ، ثم يمضي بعيدا
ينتقي من ظلال الشوارع ما يـُشبـِه الحُلم
يجمع باقته زهرة ً، زهرة
كلمْة ً، كلمْة
ليَمسكَ في القلب خيط َالرنين
ويستـَلّ شوكته الدامية ْ
وفي آخر الليل
كالسيْسبان النحيل
يـُناجي القصيدة ْ
يغازلها ، ويعاتبها
فيسقط مثل زرار صغيرْ
ضائع بين عشب الحديقة ْ
وينهض ما بيننا فجأة ً
ليُعاود جلستهُ
صامتا كالمسافر ِ
تجتازه مُدُنٌ لا يراها سواه
مُدُنٌ يـُستـَدَلُ عليها
بملامح ِشُرطيها
وملابس أطفالها
بالضياء الذي يتحيّر بين الورود وبين الخدودْ
بين الذي يَحكـُمُ والذي يُحكـَمُ
وحين يرانا
يحـَدِّق ُعبْرَ الزجاج
ويمضي بعيدا … !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى