أدب

جثة

شعر: أحمد نسيم برقاوي
يتكلم وينتبه لبحة صوته
وينظم خطواته متصنع الرأس المرفوع
كي يبدو للناظر إنساناً حياً
وما هو إلا جثة مرصعة بنجوم حمقاء
وربطة عنق خادعة
جثة من قيح معتق
تتضوع منها رائحة الموت
المتطايرة من مخالبها الحاقدة
جثة تتفشخر من على المزبلة التي راكمتها سنون من الجريمة
مزبلة من أوساخ حاكم وسجانين وجلادين سراقين
وآكلة لحوم البشر
جثة تركع عند أقدام أسيادها
تنتظر منه الإشارات والتنبيهات والمهمات
جثة تتسيد على العباد مرصعةً بتاريخ من ذل وخيانة
ذل حجب الشمس عن الحياة،
جثة صدئة ينز منها صديد اللؤم الغميق
وروح الثأر المعتقة في أقبية الوهم،
من فصيلة القوارض هي
شر من شر
وشبيه الشر أشر.
ثعبان غارق في بحر الرذيلة
حارس غرائز صنّاعه الحمقى
يستل أرواح الأطفال الحفاة
ويقهقه أمام الأمهات اللواتي يلملمن أكبادهن
التي تسيل منها الدماء في أزقة الفقر
والمحترقة قلوبهن بسعير حزن لا ينفد،
أنوك يحرق سهول النرجس و الدحنون
والقمح وعباد الشمس
يطعن أحلام الواعدين ويدفنها
في قلبه الأسود
وجمجمته مثقلة بالسم
يغتال العقل المضيء
ويَلْغي باسم الإثيرة من القيم
المصفودة في بلاد الحرف،
كبش زائف تحف به الأَلايا من وراء ومن أمام
يهرهر سعيداً بالثغاء
وجهه معفر بغبار أحذية الغزاة
يسرق الألقاب كما يسرق قوت الفقراء
يمشي ذليلاً وسعيداً بموت الحياء
الحياء الذي بسطه تحت أقدام الأوساخ
القادمة من مستنقع الرذيلة النتن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى