من ذكريات الشاطيء
نزهة المثلوثي| تونس
يوم10أوت الساعة الثالثة بعد الزوال توغلنا في البحر في سباق سباحة وخرجنا من عميقه بعد طواف بمركب كبير …ارتمينا على الرّمال السّاخنة نسترد الأنفاس ثم بدأنا نتبادل أطراف الحديث قالت احدى الصديقات وهي تنظر لي: “كنت بش نوصل قبلك ونغلبك آما ساقي تشدت ووجعتني “وقالت لي الأخرى :”كنت بش نربح ما نعرفش شنوا ثقلني”
فقلت بنبرة ساخرة:” كالعادة موش المرة الأولى نوصل قبل الله لا يقطعلنا عادة “
فجأة اتسعت العيون و تحولت الوجوه إلى وجه واحد كلهم متشابهون يركضون في اتجاه واحد نسيت صديقتي ألم ساقها وانطلقت تطوي الرمال مع الراكضين نحو مشربة اكتضت وعمّها صخب وأصوات حائرة … وكانت كل اللواتي عرفتهن وصادفتهن يرددن نفس العبارات ” إن شاء الله موش خويا “..
“مات مات إن شاء الله موش خويا”…
كانت البنات يهرولن نحو الجمع في اضطراب وفزع سرت وراء صديقاتي في صمت وقد انتابني شعور بحزن غير مسبوق فقالت لي احدى المصطافات وقد سقطت على الرمال: هات ايدك خلي نقوم اجري شبيك ؟!! بلكشي خوك …. ” فأجبتها :” لا لا ما عنديش خو ”
وكانت كل من تنظر إلى وجه الغريق الفقيد تجثو على ركبتيهاوقد تنفست و تخلصت من الفزع والحيرة تقف وكأنها ألقت عنها حملا ثقيلا ثم تغادر الشاطىء في هدوء إلا واحدة لا أعرفها بقيت تلطم وجهها وتصرخ في لوعة ..دنوت منها أمسكت يدها وانهمرت دموعي