أدب

آهٍـ من البعد

بسام اليافعي | مدينة عدن

من أيًِ شَـقٍ أَشُـقُّ الليل متجهـا
منه إليكِ وأطـوي البُعْـدَ و الـمحنا

***

من أيِّ بابٍ يُطـلُ الشوقُ بـي وعلـى
شواطئِ القُرْبِ يرسو القلبُ بعد عَنا

***

وأيُّ جُحْرٍ يصلنـي سوف أعبُــرُهُ
حتـى ولو كان مـوتـي بعده الـثمنا

***

وأيُّ طيـفٍ إلى عينيـك يحملنـي
لَـجئتُ فيه علـى حَــرِّ الهـوى بدنا

***

وأيُّ حرفٍ لـهذا الـقلبِ أجنــحةٌ
وللدموع سحـابٌ.. أسـبق الـزمنا

***

آهٍ.. من البُعْد كـم لاقيتُ من كُرَبٍ
فيه وكـم يحتـوي فـي طَيْهِ الـعفنا

***

سافرتُ كُرْهَاً ولولا الحال ما فَرَقَتْ
ظِلالك العينُ واختار الخُطى عَدَنَا*

***

كُنَّا قـريبين لا ضــوءٌ يُفــرِّقنا
ولا تمــرُّ علينا لحظـــةٌ حَـــزَنا

***

أنا أناك تـمامـا مثلمــا امتزجـتْ
روحـي بروحـك ياروحي وأنت أنا

***

فكيف أسلو لـوحدي هاهنا وإذا
عشتُ بغيــر أنا. ألقى هنا سكنــا

***

وهل يُلاقـي غـريبٌ غيـر مـوطنه
مهما أراد لـه فـي الغُـــربةِ الوطنـا

***

جـرَّبتُ كل فنون الصبـر مـحتسبا
أنِّي سأشربُ من ذكراك لـي حُقَنَا

***

وأشعلُ الحبَّ نـورا كلما احتدمتْ
حولي الليالي ومن ترياقـه الـوَسَنَا

***

فكـان ذِكـْرُك إنْ داعبتُـه انتفضتْ
غرائز الشوق في ضِيقِ الحشا مُدُنَا

***

سهـرتُ والنجـمَ نتـلو من صحائفه
لنستعيـن بـه مــن جـور مـا فَتَنَـا

***

لـكنَّنا كلمـا نتــلوه فــي شــغفٍ
لا نـرتــوي منه إلا زادنـا شجنـا

***

نُمْضِـي الليالِ ونحن فـي تذبذبنا
بين الحياة بذكرى و الـحنينُ فَنَى

***

مستمسكين بصدق الـحبِّ مـا بقيتْ
فينا الأمـاني ومـا أبقـوا لـنـا الـيمنَ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى