مقال

تجليات أنيس ميرو والمعروف بـ حسن هكاري

بقلم : عصمت شاهين دوسكي

   في تجليات الحياة الأدبية تنشأ مفارقات وتناغمات على مر الزمن الإنساني منها ما يتباعد ومنها ما يتقارب ولقد استوقفني سيرة الأديب الكبير السوري”حنا مينا” بكل تجلياتها لاحظت ما هو أوجه تشابه من أحداث ومعاناة عديدة مر بها الاثنان في مراحل عديدة من حياتهما الاجتماعية والسياسية والنضالية والوطنية، إن ولادة كاتب يجيد الكتابة في مختلف صنوف الأدب ككتابة القصة والنقد الأدبي والشعر النثري والمقالات السياسية والأدبية ودراسات مختلفة عن أدباء وشخصيات اجتماعية مختلفة أينما كانوا، فإحساسه الاجتماعي والإنساني والفكري من نفس مدرسة الكاتب التقدمي (حنا مينا) فالكاتب والأديب (أنيس ميرو) ولد في مدينة (دهوك) في الخمسينيات حيث كانت غالبية أفراد أسرته لهم باع بالعمل السياسي التقدمي وعلى اثر ذلك تعرضت أسرته لمختلف أنواع الظلم و التعذيب والقهر والفصل الوظيفي بسبب انتماء والده لصنف مختلف عن نهج السلطة في وقتها اكتسب خبرة في مجال التنظيم الطلابي والشبابي في البداية ثم انتقل للعمل السياسي الخطر وفق سياقات تلك الحقبة الزمنية التي كان يتم الاعتقال أو الإعدام لأي سياسي بسبب نشاطه السياسي لكن القدرة الإلهية قد كتب له عمرا جديدا بسبب انغماسه بالعمل السياسي ونشاطه الاجتماعي المكثف في غالبية مناطق مدينة (دهوك) لقد تعرضَ لمحاولات القتل والتهديد من قبل جهات يختلف معهم فكريا في تلك المرحلة، لقد كنا نعيش في حي سكني واحد والمسافة مابين الدارين كانت مسافة بسيطة رغم كوني كنت لا أحب شخصيا العمل السياسي مع أي جهة كانت وكان حبي للأدب وللشعر يطغي على بقية صفاتي الاجتماعية بسبب طبيعة تلك المرحلة وانعدام فرص العمل وتوتر الأجواء انتقلنا للعيش في مدينة (الموصل) وعلمت إن أسرته أيضا انتقلوا للعيش في مدينة (الموصل) وبعد مرور زمن طويل شاءت الصدف السعيدة أن نلتقي من جديد بعد احتلال التنظيم الإرهابي (داعش) مدينة (الموصل) وتم تدمير غالبية أجزاء هذه المدينة العزيزة وتم قصف منزلي بالخطأ كما أعلنوا وتعرضت غالبية مقتنياتي الأدبية والشخصية ومخطوطاتي للدمار والحرق وضياع جهدي الفكري، سرني أن نلتقي من جديد في مدينتنا العزيزة (دهوك) بعد انتقالي إليها من جديد هكذا جمعنا القدر والأحداث ومواقف لم تخطر على بال احد منا بعد لقائنا في مدينة (دهوك) سعدنا بهذا التواصل والحديث عن مختلف الأمور الأدبية والاجتماعية وسعدت من وفرة نشاطه الأدبي لمختلف الأوجه الأدبية وتبين انه تواصل مع الأديب والإعلامي الكبير العراقي الأستاذ (أحمد لفته علي) و بعد تحريهم عني تمكن صديقي الأستاذ (أنيس ميرو) من إيجاد مكان إقامتي في مدينة(دهوك) و تطورت العلاقة بيننا ولقاءاتنا وجلساتنا الأدبية مابين فترة وأخرى لقد بذلت جهودا في سبيل توجيهه للعمل الأدبي بعيدا عن السياسة،والتعمق بالمجال الإبداعي الأدبي وهنا اطلعت على إمكانياته في مجال النقد الأدبي و كتابة القصة وكتابة دراسات عن أدباء وشخصيات فكرية واجتماعية سواء من مدينة (دهوك) أو مدينة(زاخو) لكونه حاليا مقيم فيها رغم كونه وبقية الأدباء بعيدون عن دائرة الأضواء والتكريم والدعم من قبل حكومة المركز أو حكومة الإقليم أتمنى أن تلتفت الحكومتين للأدباء وتوفير الرعاية والدعم المادي والمعنوي لطبع جهدهم الفكري خدمة للأجيال اللاحقة ولتعريفهم بالمجتمع الدولي مثل بقية أدباء العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى