“الشارقة الثقافية” الـ (50) تحتفي بالمعجم التاريخي للغة العربية وصناعة الكتاب عند العرب

الشارقة | خاص

صدر أخيراً العدد (50) لشهر ديسمبر من مجلة “الشارقة الثقافية” التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث جاءت الافتتاحية بعنوان (مشروع معرفي وثقافي) محتفية بإطلاق المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أصبح واقعاً، بعد أن ظل حبيس المحاولات قرابة مئة عام ماضية، وحقيقة ملموسة، بدعم واهتمام ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور ‎سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حرصاً منه على حفظ  تاريخ الأمة من الاندثار، وصون حضارة اللغة العربية من الزوال.

وأضافت: بكل فخر صار لنا معجم يحفظ تراثنا وإرثنا اللغوي من الضياع والإهمال، وصارت للغة ذاكرة متقدة تروي سيرتها عبر العصور، وتحمي تاريخها العريق وترتقي بمكانتها المتجذرة في القلب والوجدان، بهذا قد أتيحت للأمة مواكبة التطور الحضاري والإنساني، وفرصة توحدها في التصدي للمشاريع الظلامية التي تستهدف اللغة والثقافة والتراث، وفي مواجهة التشويه الذي يطال الوعي والتحريف الذي يتعرض له التاريخ، والتحوير الذي يتسلسل إلى المفاهيم والألفاظ والمفردات، إنه مشروع يرفع من قيمة اللغة العربية ويبيّن قدرتها على التفاعل والتطور والتجدد.

أمّا مدير التحرير نواف يونس فتوقف في مقالته التي حملت عنوان (شارقة الثقافة والإعلام) عند تجربته في الملحق الثقافي لصحيفة) الخليج)، والذي كان بمثابة حاضنة للإبداع والمبدعين في مجالات الأدب بكل أجناسه من شعر وقصة ومسرح، إلى جانب البعد الفني، وقال: في تلك الأجواء، حملت أوراقي الثبوتية، وتقدمت بخطوات جريئة من عتبة (الملحق الثقافي) في صحيفة (الخليج)، مندفعاً ومتحمساً وباحثاً عن جديد عربي في معية جيل جديد، تمثل أمامي في قامات ثقافية هضمت إرثنا الثقافي وشكلت منه جديدها الإبداعي، والتقيت بالشاعر محمد الماغوط صاحب تلك التجربة الرائدة في المشهد الشعري العربي، وجمعة اللامي، الذي كنا ننظر إليه كعلامة فارقة في السرد العربي الحديث، ود. يوسف عيدابي، المسرحي والناقد والمعلم المثقف، الذي يتلمس ويستشرف حجم ومعدن وقيمة الموهبة الواعدة، ويجيد صقلها بالعلم والمعرفة المهنية، ومعهم تعلمت الدرس الأول (إن قلمك هو الذي يخط اسمك وشخصيتك وهويتك.. وليس أوراقك الثبوتية). 

في تفاصيل العدد (50)، استكمل يقظان مصطفى كتاباته في إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، وتناول في هذا العدد صناعة الكتاب عند العرب (الوراقة)، وقدم عبدالعليم حريص تغطية شاملة لفعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ (39)، والذي أقيم خلال الفترة ( 4 – 14) من نوفمبر الماضي، برغم جائحة كورونا، فيما تطرق وليد رمضان إلى مكانة اللغة العربية في ماليزيا والتي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالإسلام، واحتفى د. محمد صابر عرب بالأديب والمؤرخ محمد صبري السربوني الذي لم يحظ بالتقدير في حضوره وغيابه.

وفي باب (أمكنة وشواهد) إطلالة على مدينة الصويرة التي تعد إحدى أجمل وأعرق المدن المغربية بقلم د. عبدالعزيز بودين، وبانوراما شاملة حول مدينة أريحا التي تعد أقدم مدن العالم، وتعرف بمدينة القمر والأريج بقلم وليد رمضان. 

أمّا في باب (أدب وأدباء) فألقى عبده وازن الضوء على الرواية الجديدة للكاتب أمين معلوف تحت عنوان ( إخوتنا غير المنتظرين)، والتي تعتمد الخيال العلمي لمواجهة أزمات العالم، وتناولت سوسن محمد كامل الشاعر نديم محمد الذي حمل لواء الشعر الوجداني، وكتبت شيرين ماهر عن أحد مؤسسي الأدب الإسباني الحديث خوان مارسيه الذي رسم عالمه الأدبي بلون الواقع، وتوقفت د. بهيجة إدلبي عند تجربة د. مصطفى ناصف الذي يعتبر شاعراً في إهاب ناقد، بينما حاور الأمير كمال فرج الناشرة المصرية كرم يوسف التي حققت حلمها بتأسيس (الكتب خان) وأصدرت 180 كتاباً، وتطرق د. همدان دماج في مداخلته إلى خصوصية التجربة السردية للدكتور عمر عبد العزيز وتجلياتها في روايته (سلطان الغيب)، فيما أجرت رابعة الختام حواراً مع الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لشعر الأطفال قائلاً (نريد أن يبقى الشعر فناً جماهيرياً)، وقدمت غيثاء رفعت إضاءة على النتاج الأدبي والثقافي المتميز للأديبة سلمى الحفار الكزبري التي تناولت الحضور العربي الفكري في الغرب، فيما توقفت د. هويدا صالح عند الوعي الجمالي والإبداع المشترك في رواية (النور يأتي من النافذة) للروائي المصري إبراهيم جادالله والكاتبة الفلسطينية حنان جبيلي عابد، وحاور أشرف قاسم الشاعرة إينانة الصالح التي قالت (ديواني الأول نقطة ارتكاز ألهمتني القفز إلى غيمة جديدة)، كما حاور هشام أزكيض الناقد الدكتور محمد حسن عبدالله الذي اعتبر أن الجوائز إعلان تفوق وتميز للمبدع، بينما تطرق محمد هجرس إلى أشهر وأقدم المقاهي المصرية التي وثقت الأدبي بالسياسي بالفني، وأجرى ياسين عدنان مقابلة مع الكاتب محمد سعيد احجيوج الذي أكد أن كتابة (النوفيلا) أصعب من الرواية الطويلة، وتوقف أحمد يوسف داود عند الفروق بين (الملحمة) و (القصيدة الملحمية).

في باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ: الفضاء المفتوح في أعمال سعد زغلول – بقلم دلال مقاري، محمد المليحي أحد مؤسسي الحداثة التشكيلية في المغرب – بقلم أنور محمد، د.عمرو دوارة.. أعدّ موسوعة المسرح المصري المصورة – بقلم ضياء حامد، سامي عبدالحميد من رواد المسرح العربي – بقلم زمزم السيد، روبرتو روسيلليني جعل من الفيلم السينمائي نموذجاً حكائياً – بقلم أميرة الخضري. 

من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: اليوم العالمي للغة العربية – بقلم محمد حسين طلبي، الكتب بغية المبدعين – بقلم أحمد أبوزيد، ذكرى إدوارد سعيد من إسبانيا الأندلسية – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، تاريخ الأدب العربي.. ضرورة معرفية – بقلم د. يحيى عمارة، مكتبة الرصيف ظاهرة قديمة تتجدد – بقلم غسان كامل ونوس، ترجمة النصوص الأدبية – بقلم نوال يتيم، قراءة في كتابات رسول حمزاتوف – بقلم د. عبدالعزيز المقالح، المدينة الروائية المضرجة بدم الوردة – بقلم نبيل سليمان، القيم الإنسانية ملاذنا النابض – بقلم د. حاتم الفطناسي، بين الشعر والرواية – بقلم سلوى عباس، رواية (سبيل الغارق) متاهة سردية ساحرة ومحيرة – بقلم د. اعتدال عثمان، إطلالة على الإبداع والسرد الكندي – بقلم مصطفى عبدالله، كتب صعبة القراءة وعظيمة.. بروست وجويس نموذجاً – بقلم نجوى بركات، شحّ الحياة وعطايا القصيدة – بقلم د. حاتم الصكر، معايير المثقف العربي – بقلم د. صالح هويدي، القصة وتأثيرها في عالم الطفل – بقلم محمد ياسر منصور، تجاورات الكتابة والصورة والتبادل المعرفي بين البصر والبصيرة – بقلم محمد العامري، التشكيل بين ابتكارات الحداثة واستظهار التراكمات المعرفية – بقلم نجوى المغربي، لماذا المسرح أبو الفنون – بقلم فرحان بلبل، المسرح الافتراضي وخصوصية الطفل العربي – بقلم وفيق صفوت مختار.

وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: اللحظة التاريخية في مسرح سلطان القاسمي – بقلم عبدالعليم حريص، علي أحمد باكثير والرواية العربية – بقلم انتصار عباس، المكان في الشعر العربي.. إبراهيم محمد إبراهيم نموذجاً – بقلم أبرار الآغا، مشكلة البنية – زكريا إبراهيم أول دراسة عربية للبنيوية وروادها – بقلم ناديا عمر، الأحداث الدرامية والحبكة الفنية في مسرحية (سر مدينة السعادة) – بقلم مصطفى غنايم، أمبرتو إيكو يمزج بين الواقع والمتخيل – بقلم سعاد سعيد نوح، (مصر والشام في الغابر والحاضر) لـ محمد أسعد طلس – بقلم نجلاء مأمون.

ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: د. بديعة الهاشمي (قصص قصيرة جداً) ، الإيحاء ليس وحده كافياً / نقد – بقلم د. سمر روحي الفيصل، ميثم الخزرجي (تلويحة السؤال) / قصة قصيرة، فاطمة علي (الجدة فاطمة) / قصة قصيرة، د. أماني محمد ناصر (إلى المحيط) / قصيدة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى