صوت الشعوب

سمير الجندي | فلسطين

 

“اذا رغبت في الكلام فاستعد للحرب”. هكذا كانوا يقولون.. وهكذا هو واقع الحال. ولذلك يعم الصمت في الوقت الذي نحتاج به للكلام. وللحرب ان تطلب الأمر.

فكيف لنا ان نحمي انفسنا من لعنة الحرب؟ وعلينا بنفس الوقت التكلم… اكشف عن وجهك يا سيدي واجعل قناع الخوف جانبا لكي يزول العالم الأسود. فترتدي الوجوه قطعة من علم. فما من طريق الى أزقتك يا منية الروح سوى الحرب. لنردع الآخرين وليأخذوا في طريقهم ذلك العدو. بلا قتل او قتال.

وليموتوا بعيدا عن هنا. فقد اقتلعت قلبي من مدن الخنوع. ولن يتجه صوب الصفاء والسلام المزيف. الآن جسدي يتقد كألف شمس، يخترق بإيمانه الأقنعة المعصوبة على عيون الأشقاء، وتنمو على كتفي جعبة ملأى بالسهام.

وتنبت في كفي بندقية مزودة بصوت الشعوب المضطهدة. التي لم تعد تهاب الكلام بعد ان نزعت عن وجهها اللثام. فلم تعد المثل العليا اساس الحراك الإنساني.

بعد أن تجاهلت العنف المدعم بالقانون الغربي المتحيز والمتعجرف، وعادت إلينا غرائزنا العدوانية، فبدونها لا يمكن ان نواجه استراتيجيات الغرب المشبوهة، هكذا هو العالم. جنحنا للسلم فأخطأوا الفهم ولم يجنحوا.. احترفنا الصمت فتوحشوا… فلم تغلب الروم بالدعاء وحسب.

لن نبقى من الغافلين. وسنبقى على الحق. والحق ان نسير في خط واحد فتكون العقبة لنا. ونحن الذين سنعمر الأرض؛ أرضن، فلا تسأل عن دوافعنا فهي نبيلة بالتأكيد.

فلا شهوة للعدوان في طبيعتنا، ولن نكف عن الكلام والمثالية. فغريزة العدوانية التي نمت بفعل التدمير والذنوب الكثيرة التي سكبت في دمائنا. فان الطبيعة تحمينا من خلال تعزيز غرائزنا الأخرى فضمنت لنا توازنا دقيقا يحمي انسانيتنا عند الحد الذي نحتاج له.

لم يعد السمع من ذهب. فالكلام يغذي الروح وينزع من تحت جلودنا أثر حقن الثمالة واغتصاب ضمائرنا الثورية… آن الأوان ان نشفى لنصون ما تبقى لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى