تعاتبني

زياد السعودي / الاردن 

ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ خِطامَ قافلتي فَتَكْبُو ثُمَّ تَنْكَسِرُ
تُعاتِبُني
وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري
بأنّي في النّوى السَّفَرُ
تُعاتِبُني
ونادِلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضُدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
تُعاتِبُني
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.
تُعاتِبُني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
وَيَحرِقُنا لَهيبُ البَوحِ نَنْتَثِرُ
تُعاتِبُني
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ “شاطيها”
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لِيدفَأَ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فأتبَعُها
لأقرأَ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى