زهايمر العصر

سمير حماد | سوريا

 

في روايته 1948 / كان محقاً جورج أورويل عندما قال: إن العالم في نهايات القرن العشرين وبداية ما بعده سوف يحتاج إلى قواميس جديدة يكون فيها معنى الحب هو الكراهية، ومعنى السلام هو الحرب، إضافة إلى أن جمع اثنين زائد اثنين يساوي خمسة، وليس أربعة….

أليس ما يجري الآن تحقق لمقولة جورج أورويل؟ أليس دعاة السلام هم من يؤجّجون الحرب؟ أليس من يدعون إلى الحب والسلام والوئام هم من يؤيدون نيران الكراهية؟ أليست بلابل الربيع غرباناً؟ أليس الربيع خريفاً أو شتاء في بلاد العرب؟

أليس مما يقلق أن من كان يتهم الآخرين بالنفاق والممالأة؛ قد ركب الموجة، وزاحم ليحتلّ مكانهمن فبات يقلّدهم وصار صدى لصوتهم؟ اللّي استحوا ماتوا …..

ليست ورطتنا في هذه المنطقة مع الثالوث المرعب (الجهل والفقر والتخلف) بل مأساتنا مع النخب المزيّفة؛ التي تملك رشاقة القردة في القفز من شجرة إلى أخرى، ومهارة الفئران في القفز من القارب وهو قاب استغاثتين أو أدنى من الغرق.

إن الزهايمر السياسي بات يجتاح الكثيرين في عصر نسكن فيه بيت العنكبوت

يقول محمد الماغوط: كل طبخة سياسية في المنطقة؛ تعدّها أميركا، وتوقد تحتها روسيا، وتبرّدها أوروبا، وتأكلها إسرائيل، والعرب يغسلون الصحون ……. (مسرحية كاسك يا وطن).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى