تغطية: ساهرة رشيد – تصوير: عامر إسماعيل
برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار أ. د. أحمد فكاك البدراني وبإشراف وكيل الوزارة السيد قاسم السوداني نظم مركز الدراسات والبحوث الندوة الموسومة (مشروع طريق التنمية وأثره في التنمية الثقافية) يوم الاربعاء الموافق 2023/6/14 في قاعة عشتار مقر الوزارة.
استهلت الندوة بالباحث والصحفي مازن صاحب الشمري الذي قال إن طرح حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مشروع “طريق التنمية” ينبع من موقع العراق الجغرافي الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط مؤكداً أن منطلقات المشروع تضم تحت خيمته حلولاً لمعضلات إقليمية وصراعات دولية يمكن للعراق توظيفها للحصول على المنفعة الاستراتيجية.
وأضاف الباحث مازن صاحب أن الفرص متاحة لطرح هذا المشروع، فهو نموذج لتوظيف الطرق كالسكك الحديدية الحديثة والطرق السريعة العمودية من البصرة إلى تركيا والعرضية من ايران إلى سورية، كما أنه سيجمع ثقافات حضارية تمثل الصين والهند وإيران من الشرق، والحضارة العربية التي يمثلها عمق العراق الاستراتيجي وكذلك الحضارة التركية نحو الاتحاد الأوربي.
بينت من جهتها الباحثة الدكتورة هند أحمد عبد العزيز، بورقتها البحثية التي مثلت مركز الدراسات والبحوث في الوزارة التي أكدت فيها أن مشروع طريق التنمية أو القناة الجافة يمثل فرصة لتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية والطرق؛ ليصبح العراق مركز نقل اقليمي يربط اوربا والخليج من خلال ميناء الفاو الكبير إلى تركيا وصولاً إلى أوربا، إذ يشهد المشروع مشاركة 10 دول اقليمية، وهي: السعودية وتركيا وسوريا والأردن والكويت والبحرين وقطر والإمارات وايران فضلاً عن العراق، مشيرة إلى أن المشروع طريق التنمية البالغ طوله 1200 كم سيكون حجر الزاوية لاقتصاد مستدام لا يعتمد على النفط ويسهم في تحقيق التكامل الاقليمي، إذ يمثل المشروع برنامج اصلاحي كبير للاقتصاد العراقي يبدأ من قطاع النقل وينعكس على باقي القطاعات: كالصناعة والزراعة والسياحة وغيرها من القطاعات الأخرى، كما ستبنى مدن صناعية قريبة من هذا الطريق تبعد عن مراكز المدن الكبرى من 10-20 كم تقريباً. وكذلك سيسهم المشروع في انعاش التجارة، ويوفر الآلاف من فرص العمل لاسيما بعد أن تتحول الفاو إلى مدينة صناعية كبيرة.
واضافت الدكتورة هند إلى أن المشروع يصب في مصلحة قطاع المياه في العراق، إذ يتضمن خطة لتحلية مياه البحر في الوقت الذي يشهد فيه العراق أزمة مياه. كما أن طريق التنمية سيعود على العراق بفائدة من خلال ما يحصل عليه العراق من عوائد الترانزيت وعوائد تصدير بعض السلع المحلية التي يعزم العراق على تنشيطها، وبشكل عام سيعمل المشروع على تنشيط الحركة التجارية وزيادة العلاقات بين أوربا والشرق إلى جانب تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة في ظل احتياج الطرق الجديدة إلى التأمين.
وممَّا تجدر الإشارة إليه أن مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار له إسهامات ثقافية متعددة، تتركز أهمها في إعداد الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي وإقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل والتعاون مع المؤسسات البحثية بما يخدم مسارات العمل الثقافي في داخل الوزارة وخارجها.