احتراق الزنابق

ماجد الدجاني | فلسطين

 

ترحل الشمس عن عالمي

في وجوم

عندما تغضبين

يطفئ البدر قنديله

ثم يغفو بمهد الغيوم

يترك الزهر ألوانه

قائلا للربى: اذهبي للجحيم

والفراش مضى يحرق ألأجنحة

يكفهر المدى تتمطى الغيوم

والندى يهجر اللوز والخوخ

لا يعود صديق الكروم

يذبل الورد

يسودّ في روضنا الفل والياسمين

عندما تغضبين

يهجر الطير أوكاره

يفقد الزهر أنفاسه

والشذى يختفي عن جميع الورود

لا يجيء إلى عالمي طيف عيد

يختفي عن دروب الفصول الربيع

ليس في الكون زهر يضوع

يعتري وجه عمري الذهول

يصدأ الشدو وآحسرة القلب

في صدور الطيور

تبتدي شقوتي

عندما تبدئين الرحيل

تبدأ الأرض تغيير دورتها

يبدأ الزهر في حقلنا بالذبول

///

واقف في مطار السنين

ارقب القادمين

أرقب الراحلين

أرقب الباسمين

والهوى مشرئب العيون

ذاهل من سهام الفراق اللعين

يحمل السوط لي زمن غادر

والزنازين تمتد عبر المدى

والهوى في فؤادي سجين

صامت جالس في سكون

ليس في مهجتي

غير رجع الأنين واشتعال الحنين

///

المطارات جلادنا

والفراق سياط بكف السنين

حظنا عاثر

حزننا أسطر

فوق خط الجبين

///

أين أيامنا

واللقاءات في رابيات المطر

في حقول القمر

خيل ريح أتت عاتيه

داست الحلم والأمنية

داست اللحن والأغنية

والوتر

مزقت عنقه عربات السفر

أين شدو العصافير أين الرنين

عندما كنت في رقة تضحكين

من يدي تهربين

كفراش الحقول

اين ذاك اللقاء الخجول

أين ما كنت عن شوق قلبي أقول

أين زهر الربى

غار من ورد خد أسيل

هل ذوى حبنا واعتراه الذبول

أين قنديل أشواقنا

زيته حبنا هل خبا

آه ألقيته في الوحول

///

هكذا ترحلين

تحرقين البساتين والعاطفة

تتركين الرياحين للعاصفة

مهجتي خائفة مقلتي واجفة

والغيوم التي

أيقظت نرجس الحب في مهجتي

فارقت ربوتي

واستقلت قطار الرياح

الذي

قد مضى نحو أفق بعيد

تاه طفل الهوى

في دروب السنين

زورق الروح يلهو به البعد في

لجة من ظنون

عندما ترحلين

يفقد الشعر أوزانه

ليس يبقى لنا

غير ذكرى ودمع سخين

حارق للعيون

هل ترى حبنا هكذا

يا فؤادي عليها يهون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى