أدب

جوري

شعر : عبد الناصر صالح
يتلمّسُ عدنانُ روائحَهُمْ
فوق زُجاج المقهى الخشبيِّ
ويقرأُ تاريخَ نجومٍ غابتْ
وتوارَتْ خلفَ السّورِ ..
يفتح ذاكرةً تلمعُ كالبلّورِ ..
مكتبةً تُنْبئُ عن كتبٍ وصحائفَ
ومجاميعَ تراثيّةْ ..
وأغانٍ شعبيةْ ..
وأوانٍ فخاريّةْ ..
ومراجعَ تضرِبُ في أحضانِ الأرضِ
كمجدٍ آشوري ..
في رشفةِ قهوتهِ يختمرُ المعنى
يَنْدَلِعُ مجازُ الرّغباتِ
ويبتدئ الشعرُ بِرَسْمِ قَداسَتِهِ ،
مطرٌ كغريزةِ أنثى يقتحمُ المشهدَ
والشاعر مَسْكونٌ
بكنوزِ البحرِ وعينِ العذراءْ ..
مرهونٌ للّهفةِ وتراتيل النّخلِ
على قافية الصحراءْ ..
يكتبُ عدنانُ قصيدَتَهُ
يقتنصُ الحرفَ أليفاً
مؤتلفاً بجلال النّورِ ..
وبكلِّ سرورِ
يكملُ عدنانُ قصيدَتَهُ
بحروفٍ من دُرٍّ منثورِ ..
يرتشفُ القهوةَ
مُحْتَفلاً بحفيفِ الكينا في اللّيلِ
فتزدانُ عباءَتُهُ بزنابِقَ عِشقٍ أسطوري ..
الحبُّ ، إذاً ،
يجمعُ شعراءَ
وفنانينَ
وثوريّينَ أشاوسَ
في مقهى ” جوري “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى