حب إلكتروني

نور الهدى شعبان | سوريا

أرسل لها سلاما وبضع كلمات
رغم أنه ما اعتاد المخابرات أو الرسائل الخاصة
بعد أن استهلكت منه هذه الخطوة كثيراً من التردد
والتحفظ ..
ولكن… قفز فوق اعتباراته ومبادئه
وخط أولى حروفه بغرابة وشوق،
يجرفه إلى خوض التقارب الروحي
من نافذة بيضاء لا يعلم مدى صدقها و واقعيتها
إلا من خطاب الحروف للحروف
وتلاقي الكلمات والروح على منصة الشوق
المتدفق كلما التقت عينيه بعينيها في رسم المشاعر والقصيد دون سابق لقاء أو علم
أو إتفاق معلن عبث إلكتروني سقطت عليه الحروف مطراً
واستقى فؤاده المرهق من الرحيل عن الواقع بعشق منتظر
ليضيف عليه تفاعل جامد رغم أنه يحمل حرارة الشمس من الشوق والجنون و رغبة الإقتراب.
غريبة هي لا تعلم أي شراك وقعت به من سطح شاشتها الملساء..
لم تكن عادة تتجاوب مع الرسائل الغريبة
ولكن الغرابة انشدت فيها الفضول و شيء آخر لم تكن
تستطع أن تحدد ماهيته باعماقها.
كانت تخيط دوما وشاحا من التساؤلات حول فضوله
وسباقه لها في خوض الحروف
هاربة هي من خوفها ،فذاك الواقع أبعدها عن حريتها
التي أسقطها جنون مجتمع سليط بائس
لتلتقي بأمجادها هنا في هذا العالم الالكتروني الضحل
الذي أصبحت تصب فيه حقائق أرواحنا وحاجاتها أكثر
من واقع.
بعد وقت اختصرت مبادئها في خوض المجهول
والخوف من الأقنعة الالكترونية وقرر قلبها
دون استئذان عقلها أهلا بك يا مجهول.
بعد التحية والسلام وسباق الزمن في تلاقي الأرواح
الكترونيا
تعاهدا على اللقاء
هي أرسلت له صورة لاتشبهها
رغم ملامحها الشاحبة ..
قال ..أحبك..
وهو أرسل صورة لشاب أشعث بدين غريب الأطوار
وينتظر رأيها بفضول
فقالت بعد صمت أخرجها من الحيرة بين واقع وحلم ..أحبك…
حتى اللحظة لم يكن أحدهما على دراية بخدعة الآخر
وكأن اتفاق أبرمته عادة الكبرياء ليوقعاه معا بكل الرغبة والحب…
عندما قررا الخروج من خطاب الشاشات إلى خطاب الوجوه والحقيقة ..
كان أول اتفاق أبرم بينهما علنا موعد اللقاء ومكانه..
وحين خرجا من شاشتي الجوال
لخوض الأرواح رحلة اللقاء الخارج عن سياق الاعتبارات
المجتمعة المنمقة و الحالات الارتباطية المعتوهة
والحيرة تقطن في مقلتيهما وكل منهما حائر كيف يقابل الآخر بصورته الحقيقة المختلفة عن التي ارسلاها لبعضهما ..
بخطا متباطئة ونبض متسارع وخفقان يكاد العالم يصمت إجلالا لمناجاته..
إلهين من عشق وجمال
في قداسة الحب كونتهما خطابات الأرواح..
من شاشة بيضاء .. وتفاعل الكتروني أحببته..
إلى عناق …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى