مَتى يَقومُ عَلى أَنْقاضِنا الْبَطَل؟ (21)

عبد الصمد الصغير – تطوان | المغرب

 

في الْأَرْضِ حَقٌّ  لَنا قَدْ صارَ مُغْتَصَباً

فيهِ  انْتِهاءٌ وَ أَنْتُمْ  في الْهَنا  عَسَلُ

يَنْزاحُ   عَنّا حياءُ   الكَوْنِ مُنْدَلِقاً

في الْوَجْهِ يَبْقى الْقِناعُ، الْمَكْرَ  يَشْتَمِلُ

يا صَفْقَةً مِنْ نَباتِ الْعُرْبِ  قَدْ زَرَعَتْ

شِبْهَ  الذُّكورِ  الَّتي وَطْأً  سَتَحْتَمِلُ

يا رَبَّنا   أَمَلاً في   كُلُِ   نائِبَةٍ

نَرْجوكَ  في  عَزْمِنا يا مَنْ لَهُ  الْجَلَلُ

وَ  كُلُّنا راجِعٌ  إِلى  اللهِ مِنْ   عَمَلٍ

ماذا هُنا  سَوْفَ يَبْقى حينَ  تَرْتَحِلُ

يَروقُهُمْ  نَبْضُ   أَوْصالٍ   مُقَطَّعَةٍ

لِيُزْدَرى   مَرْحَمٌ  يْلْهو   بِهِ  الدَّخِلُ

يَحْلُو   لَهُمْ   زُورُ  أَسْماءٍ وَ  أَقْنِعَةٌ

تُبْدي  ذِئابَ  الْهَوى قَوماً  بِهِمْ وَجَلُ

صَبٌّ   لَهُ  في جُذوعِ  الْغيدِ  مُرْتَغَبٌ

كَأَنَّها   لَحْمَةٌ  تُشُوَى   وَ   تُؤْتَكَلُ

وَقْتٌ  لَهُ   في  بَقايا  الْعُمْرِ   أَسْئِلَةٌ

في  حَلْقِكُمْ   عَلِقَتْ  صِنّارَةً   تَئِلُ

مَرَّتْ  بِنا في  عُبورِ  الْحُبِّ  جارِيَةٌ

مِنْ  قَهْرِنا  وَقَفَتْ  لا تَجْري  وَ لا تَسِلُ

عِشْنا الْحِكايَةَ في  سَطْرٍ  بَدا  حَدِراً

لِلْقاعِ  يَسْخَرُ   مِنْهُ   الشّارِدُ  الْجَهِلُ

يَطيرُ  مِنّا  غُبارُ  الْجَهْلِ كَيْفَ أَتَتْ؟!

رِيحٌ  لِتَكْشِفَ  عَنْ  ظُلْمٍ   بِنا  يَكِلُ

فَكَيْفَ  نَهْجُ  الذَّرارِي ما  بِنا  وَثِقَتْ

وَ  كَيْفَ  دَفْعُ  الْأَيادِي وَضْعُها  ثَقِلُ

يا مَنْ  تَسَمَّرَ   نَطْقُ  الْحَقِّ  في  فَمِهِ

حَتَّى  اشْتَكاهُ  الضَّميرُ  هَدَّهْ  الْمَلَلُ

يا  مَنْ  تَساقَطَ  نَبْضُ  الْحُبِّ  مِنْ  دَمِهِ

كَأَنَّهُ   الْمَوْتُ في  زَفْراتِهِ     الْعِلَلُ

شِعْراً  بُليتُ وَ مَثْني  أَلْفُ  أَعْمِدَةٍ

وَ  كُلَّني الشِّعْرُ  نُطْقاً  سَقْطْهُ  السِّيَلُ

شِعْراً  أَقولُ وَ  قَوْلي  مِثْلُ   قاطِرَةٍ

كَأَنَّني   الرَّعْدُ آتٍ   بَعْدَهُ    الْهُطُلُ

لَقَدْ رُمِينا   بِبِئْرٍ   لا   قَرارَ   لَها

وَ   قَدْ بُلينا   بِذَنْبٍ  مِنْكَ   يَنْتَزِلُ

وَ قَدْ أُذِينا  وَ أَنْتَ  الْحِمى وَ لَسْتَ هُنا

لِلْغَيْرِ  تُصْغي  وَ  فِينا  صِرْتَ  تَهْتَمِلُ

لِما أَطَلْتَ   طَريقاً  تَنْبَغي   قِصَراً

كُلٌّ   فَعَلْتَ  لِكَيْ   يُصيبَنا   الْمَلَلُ

نَجْري فَنَمْضي  إِلَيْنا  عُنْوَةً   لِ (أَنا)

وَ  لا  نَرى  غَيرَ   ذاتٍ  فيمَ   نَفْتَعِلُ

لَكَمْ  رَجَوْنا  بُيوتاً   في  بِناكَ وَ  كَمْ

بُنىً    بِأَرْكانِها  تَعْلو   وَ   لا   تَهِلُ

وَ مَنْ  بَدا  لي  عَلى صَدْرٍ  ثَقُلْتُ  بِهِ

وَ مَنْ  بِقَلْبٍ   أَتى  كُلّي  لَهُ   يَصِلُ

مالي أَضيقُ  عَلى صَدْري بِمِلْءِ  هَوىً

وَ لَيْسَ  في  هَبِّ  ريحٍ يَنْهَضُ  الثَّقِلُ

ما أَثْقَلَ  الْوَقْتَ !يَمْضي تارِكاً  أَسَفاً

ما أَعْجَبَ  النَّاسَ  تَهْتَدي  سَناً  يَفِلُ

ما أَكْثَرَ   الظُّلْمَ  سَعْياً   بَيْنَنا   نَكِلاً

وَ ما  اخْتَفَتْ  ظُلَمٌ  حَتّى  ابْتَدَتْ  عِلَلُ

قَدْ ضاقَ  دَرْبٌ  فَضاقَ  الصَّدْرُ  عِنْدَهُمُ

فَضاعَ  حَقُّ   الَّذي مِنْ   فاقَةٍ   يَزَلُ

أَصْغُوا   إِلَيَّ  فَهذا   السِّلْمُ   كارِثَةٌ

وَ لَهْفَةُ   الْعُرْبِ في   إِقْبالِها   الزَّلَلُ

وَ ضاعَتِ  الْأَرْضُ  في  إِغْوائِنا   زُمَراً

وَ اشْتَدَّتِ  الرّيحُ  تَذْرو مَنْ  بِهِ  الْمِيَلُ

وَ اسْتَحْيَتِ الشَّمْسُ مِنْ  قِناعِنا  وَقِحاً

في   ضَوْئِها  كُنْتَ  لِلْحَياءِ   تَقْتَلِلُ

البيت 528

يتبع ………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى