قراءة على نص مثنى كاظم

 باسم عبد الكريم الفضلي| العراق

(خذني حيث أضلعك وهاك قلبي خبئه تحت طيات قلبك.. حبات من شغف اللقاء انثرها على تمام جسدك وبعدها لأستظل بوارف لذتك .. أيها السامق وأنت وشموخك كالنخيل عسلا من ثمارها ترشفه شفتي .. اأها النبيل الكريم الرهيف العابق بريح جسدي تنفس شهقاتي والثمها قبلا وأنت تحتض تلتي القمر ..)
للجسد لغته …أبجديتها / سكنات، ارتجافات، قشعريرة، الفواصل بينها / شهقة ، زفرة ، نفثة ، وبلاغتها / نشوة ، رعشة ، وسياقها / توتر لذيذ ، بسيميائية متنوعة الاشارات / خفقات مضطربة ، انفراجة شفتين ، اتساع حدقتين ، اما خطابها / رسائل ملتهبة الحشا، اشتهاء اتحاد وتوحد بنظير عاطفي (مرسل إليه) يرد على تلك الرسائل بالقبول كي يصل الخطاب غايته بالاستقرار والسلام الداخلي / انهاء التوتر الانفعالي البايولوجي ( حاجة غريزية تمثل مركب هورموني اساس لديمومة الحياة تأتمر بأوامر الطبيعة البشرية وتتهيج بنداءاتها الخفية ).

لغة الجسد إذن لغة حقيقة وصريحة لاتعرف الكذب ( الا اذا انكفأ الجسد على نفسه / اشباع ذاتي، او انحرف بتوجيه رسائله فيرسلها الى مرسل اليه خاطئ لايشبع حاجته حقيقةً ، فيوغل كما المقامر ) والكذب هنا يحصل بسبب سطوة عامل قاهر/ مانع قرره ( اخر سلطوي او مؤسساتي كالمؤسسة الدينية ) وفرضه بصيَغٍ شتى (تقاليد ، اعراف ، او محظورات سلوكية) وكل هذه اوجدها النظام الاخلاقي العام للمجتمع ، وهي واجبة الطاعة دون اعتراض لانها ترقى لمصاف ( المقدسات ) وفي البلدان العربية وخصوصا وطننا العراق ، غلِّف الجسد بكفن من المحرمات ، بل هو وفق النظام الاخلاقي الجمعي يعتبر (عورة) والتطرق لحاجاته الجنسية يُعَدُّ ( كُفر ) واثم عظيم واساءة لاتغتفر بحق الاخلاق الحميدة والسلوك الفاضل العفيف ، وغدت لغة الجسد من الكبائر، وجريمة شنيعة بحق ( قانون العيب ) والادهى ان من يقمع لغة الجسد هو اول من يبيحها لنفسه ويقطف ثمار لذتها في اقبيته وغرفه المعتمة ، ولكي يشرعن مروقه من النظام الاخلاقي ، وخرقه لقانون العيب المقدس راح يفتي بجواز (المتعة / المسيار) ويغلف الزنا بأغلفة الشرع ويقنعها بأقنعة السُّنة ، حتى بات من فرض عليه تجنب لغة جسده ، يعاني من (الكبت) وهو اساس كل انحراف سلوكي / اخلاقي ، وشذوذ جنسي.

فلا عجب أن تكون المجتمعات الخاضعة لفكر الديني اكثر المجتمعات تعاني من ظاهرة الانحراف والشذوذ الجنسي وما يترتب عليه من ضعف التزام بأصول الدين في الخفاء ، والتظاهر بالتدين في العلن وهي ما يطلق عليها في علم النفس ( ازدواجية الشخصية ) ، وهي صورة لتصدع الوعي وتوزعه بين ( الحلال / الحرام ) او ( المسموح / الممنوع ) وغلبة ( اللاشعور ) على ( الشعور ) في بنية الذات الفردية والعامة، سقت هذه المقدمة تمهيدا للتعريف بنص شاء كاتبه ان يجهر بلغة جسده كمقابل لمحرمات القامع السلطوي / المؤسساتي، وهو انما يعلن ضمنيا عن تمرده على تخلف هذه المؤسسة واستهانتها بابسط حقوق الانسان فهي تقيم الاسلاك الشائكة ونقاط التفتيش بين الانسان وجسده وتبث عيونها لتراقب وتدون كل همسة قد تصدر من الجسد وان بشكل عفوي برئ ، النص بسيط اللغة ، يخلو من تعقيد الصياغة ، وانزياحات الدلالة ، او تعددية المعاني لاشاراته ، لغة فيها جرأة ، وتماهي مع واقعية الاحاسيس وغاياتها اتجاه الحبيبة ( من تستلم رسائل لغته الجسدية ) والشاعر يعبر عن نزعة تحررية يعيشها معظم شبابنا في دواخلهم لكنهم يخشون الجهر بها مخافة ( التكفير ومايليه من تنحير ) اشد على يد الشاعر الهمام وهو يدافع عن حق من حقوقه ويرفع شعار / من ينصب نفسه حاكما بامر الجسد وصياً مقدساً على حاجاته الطبيعية ، عليه ان يصادر جسده أولا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى