بيروت

 عبير محمد| مصر

??????

يا بكاءَ النّجومِ

فَوقَ نوافِذِ السماءِ الحَزِينةْ،

وَعِويلَ الرّياحِ وَدَندنَةَ الفجيعةْ،

بَيروتُ… يا شجرةَ الأَرْزِ،

أَرْثيكِ أَمْ أَرْثي نَفْسِي.

???

واحسرتاه…

غافَلَتْكِ عيونُ العُروبَةِ

أَتْعَبُوْكِ حَتَّى الحَرِيْقِ،

فَجَّرتْكِ خَيْباتُهُمْ مِرارًا،

عَلى جُلْجُلةِ الصُّراخِ،

وَالمسافاتُ أَمْداءُ نارٍ،

تَفوْرُ مِن لهاثٍ عابثٍ،

حيثُ سماسِرةُ الخِياناتِ

احْتَرفوا وأْدَ الجمالِ

في غَدٍ لا يَجِيْء.

وأنْتِ تُكَمِّمينَ أَفواهَ

المَواجعِ بتغْريْدَةِ أملٍ

وتنهضين مِنْ عَتْمَتهمْ

بمواكِبِ الشُّهداءِ

لِتَرْفَعِي عَلى ظُلْمِهمْ

صباحاتِ النّدَمْ.

???

كُوني

رِيشَةً بَيضاءَ

جَناحًا للسماءِ،

صَلاةً لِلحقِّ أعلى

من المعابد والكنائسِ،

لِتهزُمي كَهَنوتَ الظلامِ،

بِعناقِ الشُّموعِ، وَتلاقي القُلوبِ،

وآياتِ حُبٍّ لا يَنتَهِي فِي

الأَزِقَّةِ المُنهكَةِ.

???

حَلِمتُ بكِ

بيرُوْتَ نَخبَ حُبٍّ،

حسناءَ تُوْقِدُ أناشيدَ القَمر،

بيادِرَ أرْزٍ على فرحِ التُّفاحِ،

سَيِّدةَ ياسَمِينٍ وَطهارَة.

أتعمَّدُ بِضَوْءِ أساطير عِشقكِ العَتِيقةِ،

وَفي أفياءِ رُوحِي يتَنفّسُ النَّدى،

يُعانِقُ هَديْلَ الشَّمسِ،

يُجَفِّفُ بُكاءَ البلابِلِ

خَلْفَ الجُفُوْنْ.

???

أَنْتِ قِبلتي وَمنْفايَ،

وأَنا أذوبُ اشتياقًا

كفراشَةِ مصباحٍ وَحِيْدٍ،

يَنتَفِضُ الحُلْمُ على رَمادِي،

وَرغْمَ ولولةِ البومِ والظلالِ،

لَنْ أَنْكسرَ بِكِ، لَنْ

نستسلمَ لِعتْمِ القُصورِ،

وَتجَّارِ الحِقد.

???

الخُبزُ مَعْجُونٌ بالوَحْلِ،

عيونُ الطُّفولَةِ مُكبَّلَةٌ بلُغاتِ الدَّمِ،

وَمرْفَأُكِ بلا ياسَمِينَ،

يَنْزُفُ القَهْرَ من ضِفافِ النِّيلِ،

ونبْضُ الأُغْنياتِ يَضُخُّ دماءَ حُرِّيَّةٍ

مِصْريَّّةَ الجُذورِ، لُبنانِيَّةَ

الهَوَى والجُنُون.

???

خُذِيْنِي إِليكِ،

لأقْرأَ مِيْلادَ النَّهارِ،

فَقَدْ آنَ لِفَجْرِكِ،

أَنْ يصْحُوَ منَ العنايَةِ الفائِقَةِ،

انتصارًا لِلْحُبِّ فِي

وُجُوْدِهِ الأخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى